– المغرب والعراق هما جناحا العالم العربي وأي طائر بدون أجنحة لا يمكن أن يطير.
– العلاقة المغربية العراقية علاقة متعمقة الجذور في التاريخ علاقة قديمة مبنية على القواسم المشتركة الموجودة بين البلدين.
أكد حازم اليوسفي، سفير جمهورية العراق بالمغرب، أن العراق يمضي في ثبات في ترسيخ العملية الديمقراطية وأنه يعيش وحدة بين أقاليمه وطوائفه، نافيا أن تكون هناك أزمة حكومة يعيشها العراق، مبرزا في هذا الحوار الخاص، أن العراق كان دائما إلى جانب المغرب في قضاياه وخاصة في قضيته المركزية وهي وحدة التراب المغربي، وأن العلاقات المغربية العراقية السياسية هي جيدة جدا.
كيف هو الوضع الآن بالعراق؟
منذسقوط نظام صدام حسين في العراق سنة2003 والوضع،للأسف الشديد وبعوامل خارجية وأخرى داخلية، تسود العراق موجة من الإرهاب،إرهاب يستهدف العراق كوطن،كدولة،كشعب،كنظام،كمؤسسات،موجة الإرهاب هذه تقتل الأبرياء يضرب الإرهاب في كل مكان دون تحديد يضربون الشارع يضربون الأسواق والمؤسسات المستشفيات يضربون مجالس العزاء،رغم هذا الإرهاب المستمر خلال هذه السنوات الطويلة استطاع الشعب العراقي أن يسير بخطى في تثبيت وترسيخ العملية الديمقراطية في العراق بعد سنين وعقود طويلة كان خلالها الشعب العراقي يرزح تحت سلطة الاستبداد والديكتاتورية للأنظمة المتعاقبة على الحكم في بغداد. الآن بعد هذا الزمن، استطاع الشعب العراقي أن يسير بخطى في تثبيت وترسيخ العملية الديمقراطية في العراق بعد سنين وعقود طويلة كان خلالها الشعب العراقي يرزح تحت سلطة الاستبداد والديكتاتورية للأنظمة المتعاقبة على الحكم في بغداد. الآن بعد هذا الزمن، استطاع الشعب العراقي أن يثبت للعالم أنه يتوق للحرية ويتمنى أن يعيش بكرامة ويتوق للديمقراطية. وبالتالي بدأت العملية الديمقراطية في العراق وأجريت العملية الانتخابية لدورتين أو ثلاث وتم سن دستور للبلاد، دستور يتضمن كل المبادئ التي تحفظ حق الفرد والحريات وترسخ التزام الاتحاد الفدرالي الديمقراطي في العراق. وآخر هذه الانتخابات كانت الدورة 2014الأخيرة، دورة في أبريل الماضي، وقد انتهت بنجاح ساحق وكانت مشاركة جماهيرية كبيرة في الانتخابات وظهرت النتائج وإنشاء الله خلال الفترة القادمة سيتم تشكيل حكومة جديدة لحكم البلاد.
نحن لا ندعي الكمال ولا ندعي بأن كل شيء يسير على ما يرام في العراق ولكننا نؤكد أننا سائرون في ترسيخ العملية الديمقراطية، سائرون في إرساء نظام ديمقراطي فدرالي في العراق يتمتع فيه الشعب العراقي بكافة حقوقه وحرياته، ونؤكد بأننا سائرون في بناء دولة تلعب دورا أساسيا في المنطقة لا تتدخل في شؤون الآخرين.
قبل أن ننتقل إلى الشأن الدولي نبقى في العراق، أنتم قلتم بأن الانتخابات قد انتهت. الآن هناك أزمة تنصيب حكومة في العراق، ما هو تعليقكم على هذه الأزمة؟.
ليست هناك أزمة، هي مسألة طبيعية جدا، الآن مضى على ظهور نتائج الانتخابات أقل من أسبوع واحد وهناك مشاورات ومحاورات وسوف تحصل تفاهمات وتحالفات بين الكتل أو القوائم الفائزة في الانتخابات. وللعلم، فلم يحصل أي حزب أو أية قائمة أو أي كتلة على عدد من المقاعد التي تؤهله لتشكيل الحكومة، وبالتالي يجب أن تكون هناك تحالفات بين بعض القوائم لتشكيل الحكومة الجديدة وليست هناك أزمة لحد الآن لأن الانتخابات كما قلت كانت قبل أقل من شهر والنتائج ظهرت قبل أقل من أسبوع، ونحن ننتظر والآن بغداد هي خلية نخل من الناحية السياسية في كثافة الاتصالات والاجتماعات التي تجري ما بين الأطراف السياسية في بغداد من أجل تشكيل الحكومة القادمة.
ذكرت أن هناك تحالفات يعني هل هناك محاصصة في الحكم الآن؟
هي ليست محاصصة…
يعني ستنهجون ما نهجه لبنان، هل هي لبننة العراق؟
أبدا..أبدا، هناك صناديق اقتراع وكان هناك تصويت والكل حر في الإدلاء بصوته وليس هناك في الدستور العراقي أية إشارة إلى تحصيص أية مناصب أو مقاعد لأية جهة أو طرف أو فئة و أنا برأيي وبتصوري ليست هناك محاصصة، ولكن هناك شعب متنوع الثقافات، متنوع العرقيات، متنوع الديانات، متنوع المذهب، متنوع اللغات. وبالتالي، فأنا أعتقد أنها مسألة شرعية أن تراعى حقوق كل هذه المجاميع، كل الطبقات، كل الأديان، كل المذاهب، كل القوميات، كل اللغات، يجب أن تراعى وهذا هو المبدأ الذي ثبت في الدستور العراقي الكل له الحق بأن يتمتع بما يضمن له الدستور.
تعني الدستور الذي وضعه بريمر الحاكم العسكري الأمريكي السابق؟
لم يضعه بريمر، بل وضعته لجنة من ستين شخصا عراقيا متخصصين متمكنين من خبراء مستشارين في جميع المجالات العلمية والإنسانية والقانونية والدستورية وكان على رأس اللجنة الشيخ الدكتور عمر الحمودي، الذي هو شخصية عراقية متمكنة ومن قادة المناضلين الذين ناهضوا حكم صدام حسين، وكان على رأس هذه اللجنة الدستورية التي وضعت الدستور ولم ويكن لبريمر ولا غير بريمر أي دور في وضع الدستور.
ربما هذا في اعتقاد الدبلوماسية العراقية.. ذكرت قبل قليل المكون الثقافي المتنوع ولكن هناك أقليات داخل العراق لم تمثل في داخل العراق؟
كل القوميات ممثلة..
أنا أقصد تركمان العراق.. وأيضا الأزديين..
التركمان، الأزديين موجودون في البرلمان والحكومة، هناك مقاعد في البرلمان لليزيدية وللتركمان، وكل الأقليات لها كوطا في البرلمان العراقي وكل الفئات لهم كوطا، وحتى النساء ويجب أن لا تقل نسبة تواجد النساء في البرلمان العراقي وفي الحكومة وفي كل المؤسسات، يجب أن لا تقل عن نسبة محددة وهي 25 في المائة. كل الأقليات الآن سواء في البرلمان الحالي أو الجديد الذي تم انتخابه، هناك تركمان وهناك ازوديون وهناك صابعة، إضافة إلى العرب والأكراد والسنة والشيعة وكل القوميات والمذاهب والأديان موجودون.
هل تعتقد أن سياسة الفدرالية ستنجح في العراق؟
أعتقد أن الفدرالية هي أنجع طريقة وأفضل وسيلة لمعالجة الوضع في العراق، باعتبار العراق، كما أشرنا، متنوع ثقافيا عرقيا اجتماعيا مذهبيا. وحسب تصوري فإن الفدرالية هو النظام الذي سيضمن حقوق الجميع في العراق بكل مكوناته ولحد هذه اللحظة ثبت أن الفدرالية نجحت في هذا المسعى أو في هذا الطريق رغم أننا يجب أن لا ننسى ان الإرهاب هو عائق كبير في وجه أي تطور في أي مكان.
الإرهاب يوجد في العالم بأسره.. ولكن هل تصلح الفدرالية في العالم العربي، خصوصا أن هناك مبادرات في سوريا وليبيا وربما في السعودية على ما أعتقد في هذا الصدد؟
أنا أتكلم عن العراق، أنا بتصوري أن الفدرالية هي أفضل نظام لحكم العراق فقد ثبت ذلك في الدستور العراقي.
كيف ترى على ضوء التجربة الكوردستانية، والتي تتسم بالأقليات، هل هي نموذج ناجح في نظركم؟
أولا الكوردستان أو الكرد ليسوا أقلية، لأن ثبت في الدستور بأن العراق يتكون من قوميتين رئيسيتين، وبالتالي لا تنطبق الأقلية على الكرد في العراق لأنها قومية رئيسية إلى جانب القومية العربية، صحيح أصغر وأقل عددا من القومية العربية في العراق. ولكن العرب والأكراد منذ القدم في العراق هم شركاء وأشقاء وإخوة في هذا البلد تعاونوا وتكاثفوا جنبا إلى جنب في النضال ضد الدكتاتورية والاستبداد وسابقا ضد الاستعمار، كانوا دائما مع بعض سواء في النضال والدفاع عن العراق أو في بناء العراق. وإلى جانب الكوردستان والعرب هناك، كما أشرنا سابقا، أقليات كالتركمان والأزيدية وغيرهم موجودون وحتى في إقليم كوردستان موجودون كل هؤلاء العرب التركمان وكل الأقليات، ونعتقد أن تجربة كوردستان هي تجربة ناجحة بكل المقاييس والإقليم يتمتع الآن بالأمن والأمان والازدهار وهناك حركة اقتصادية كبيرة وهناك إعمار والشعب العراقي الذي يعيش في إقليم كوردستان سواء عرب أو تركمان أو غيرهم يتمتعون بالأمن والأمان وحياة مرفهة في المعيش اليومي واستقرار اقتصادي كبير.
لهذا يطالب الإقليم بالاستقلال عن العراق؟
الإقليم لم يطالب لحد هذه اللحظة بالاستقلال عن العراق، فالإقليم يؤكد دائما بأنه جزء من العراق وهناك مشاركة من الإقليم في السلطة الاتحادية في بغداد في الحكومة، فوزير الخارجية العراقي الأستاذ هوشيار زباري هو كردي وهو من قيادات الحزب الديمقراطي في الإقليم، وأنا أيضا من الإقليم وأنا أؤكد أن الإقليم لحد هذه اللحظة لم يطالب بالاستقلال أو الانفصال عن العراق وأننا متشبثون بهذه الأرض بالعراق وهذا وطننا ندافع عنه ونبنيه.
ولكن كيف تفسرون تصدير إقليم كوردستان للنفط بدون ترخيص من السلطة المركزية، خصوصا إلى تركيا؟
الخلاف ما بين الإقليم والسلطة الاتحادية يتم بحثه هناك في بغداد واربيل، ودائما هناك خلافات حتى بين الأشقاء والإخوان في بيت واحد حول موضوع معين أو مواضيع معينة، ولكن هذه مسائل تحل ما بين الأشقاء والإخوان في داخل البيت.
في إقليم كوردستان هناك صراع مابين البرزاني والطلباني، صراع بين عائلات..؟
ليس هناك صراع، والطلباني رئيس جمهورية العراق ويرقد الآن في المستشفى في برلين، والبرزاني هو رئيس إقليم كوردستان، وبالتالي ليس هناك صراع بينهما هناك صراع سياسي بينهما وبين أطراف أخرى كأحزاب على الساحة السياسية وآخر الانتخابات التي جرت في 30أبريل الماضي كانت هناك منافسة شريفة ومشروعة وهذه موجودة في كل مكان سواء كانت في أمريكا أو ألمانيا أو في فرنسا أو في المغرب أو في مصر أو في أي مكان، هي منافسة سياسية ما بين الأحزاب، فكل حزب يعمل من أجل أن يفوز ويطبق برنامجه الحزبي.
نبقى السيد السفير دائما في إقليم كوردستان، هناك معطيات ومعلومات تقول بأن اللغة العربية منعت، حتى لا يتكلم هذا الجيل أو يدرس باللغة العربية..؟
أنا أقول هذا ادعاء غير صحيح بتاتا، لم تمنع أي لغة وإنما مثبت في الدستور العراقي أن اللغتين العربية والكردية، هما اللغتان الرئيسيتان في العراق ويتم استخدام اللغتين في كل مؤسسات الدولة، حتى على جواز السفر العراقي الجديد مكتوب باللغة العربية والإنجليزية والكردية. واللغة العربية موجودة في كل مكان داخل حدود العراق شمالا وجنوبا سواء في إقليم كوردستان أو في البصرة أو في أي مكان لأنها اللغة الأكثر شيوعا في العراق وتأتي بعدها اللغة الكردية. ففي إقليم كوردستان من يتكلمون اللغة الكردية هم أقل عددا واللغة العربية موجودة في الإقليم فهناك مدارس وجامعات يدرسون باللغة العربية.
ننتقل إلى مسألة السنيين والشيعة في العراق، هناك أقوال بأن هناك اضطهاد للسنيين داخل العراق، ما هو تعليقك خصوصا وأن السنيين كانوا من أتباع صدام..
أولا السنة أو الشيعة لم يكونوا من أتباع صدام حسين. صدام كان شخصا وعائلة وحزبا ليس له علاقة له لا بالشيعة أو السنة ولا بأي طرف هو كان يختار الناس الذين يستفيد منهم والمقربين أيا كان هذا الشخص، وهو اضطهد الشعب العراقي جميعا سنة وشيعة، عربا وأكرادا وغيرهم، اضطهد الجميع لم يفرق بين أحد في الاضطهاد. ثانيا السنة والشيعة موجودون في العراق منذ القدم وهم يعيشون جنبا إلى جنب، ويشاركون في بناء العراق. وليس هناك وجود في العراق الآن لاضطهاد لمذهب أو لقومية أو لعرق أو لفئة ولكن قد تكون بعض الحوادث ضد شخص سني أو شيعي أو كردي أو عربي أو ضد هذا أو ذاك، الكل حقوقه محفوظة بموجب الدستور وبشكل عملي وفعلي على أرض الواقع، وكما قلنا منذ البداية إن الإرهاب يضرب العراق وبالتالي يتم استغلال بعض المسائل، يضرب هنا ويضرب هناك لكي يفهم أن هناك اضطهادا في مكان معين للسنة وهناك اضطهاد معين للشيعة. وهذا في حقيقة الأمر ليس واردا الآن، هذا كان ممكنا تكون في هذا النطاق سنة 2006 2007ولكن الحمد لله بجهود الأحرار من الوطنيين العراقيين تمت السيطرة على هذه الظاهرة واستئصالها وليس هناك اضطهاد لأي فئة في العراق.
ولكن هناك معطيات تقول بأن سنيا عراقيا أو شيعيا حينما يدخل إلى كوردستان فجب أن يدخل بجواز عراقي..؟
هذا الكلام ليس صحيحا أيضا، هذا كلام أنا لا أعرف من أين يأتي هذا الكلام..
من كلام العراقيين..
الآن هناك بإقليم كوردستان بالآلاف، بل بعشرات الآلاف من العائلات التي ضاقت ذرعا في بغداد من الحرب.. من التفجيرات.. من الإرهاب، الآن يعيشون في إقليم اربيل ودهوك والسليمانية وهناك العشرات من العائلات من أنبار.. من الفلوجة..من مناطق أخرى يعيشون في إقليم كوردستان وحتى من البصرة..
وهناك مصاهرة أيضا بين العائلات..
هناك مصاهرة بالفعل.. ليس هناك فرق، سني يتزوج شيعية وكردي يتزوج سنية وكردية تتزوج عربي، وهذا كان دائما في العراق وليس صحيحا بأن العراقي عندما يذهب إلى اقليم كوردستان يدخل بجواز سفر الكل يحملون جواز سفر واحد هو جواز السفر العراقي سواء كان في إقليم كوردستان أو في البصرة أو في مكان آخر ولكن لأن ثلاثة محافظات الإقليم هي الأكثر أمانا من باقي أنحاء العراق فهناك إجراءات أكثر دقة في نقط التفتيش عندما تدخل أي مدينة للحيلولة دون دخول الإرهابيين إلى الإقليم لا أكثر ولا أقل، وفي الأعياد والمناسبات ترى العائلات العراقية كثيرا خاصة في فصول السياحة في الإقليم لأن الإقليم منطقة سياحية جميلة ولا أساس لهذا القول بأن العراقي يدخل الإقليم بجواز سفر.
سيدي السفير، هل تتوقع أن يعود العراق لريادة العالم العربي، خصوصا أن المنطقة تعيش أوضاعا غير سليمة ما يجري في سوريا وفي اليمن..؟
العراق جزء من العالم العربي والعراق كان من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية والعراق كان له دائما موقع متميز في العالم العربي وذلك لموقعه الجغرافي ولإمكانياته وقدراته، وبالتالي كان العراق دائما دولة تؤثر في مجريات الأمور في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم العربي ونتمنى دائما أن يرجع العراق ليأخذ موقعه الطبيعي في العالم العربي والإسلامي وفي المجتمع الدولي ككل.
إذا كان العراق يريد أن يأخذ موقع الريادة في العالم العربي هناك مسألة واحدة هي البترول، خصوصا أن أكبر حقل بترول منذ العشرينات يوجد في إقليم كوردستان وهو بئر “بابا كركر”، إذن لماذا لا يحاول العراق وخاصة إقليم كوردستان أن يمد يد العون للعالم العربي خصوصا المغرب العربي؟
أولا، العراق لا يدعي الريادة ولا يأخذ الريادة، هذه مقولة غير دقيقة، أنا أقول إننا نتمنى أن يأخذ العراق مكانه الطبيعي في العالم العربي وفي العالم الإسلامي وفي الشرق الأوسط، أن تستقر الأمور في العراق وأن يكون العراق على علاقة طيبة مع جميع الدول الأشقاء.. الأصدقاء.. الجيران..الدول العربية..الدول الإسلامية.. ن نكون على علاقة طيبة معمهم وهذا هو المطلوب. أمابالنسبة للبترول، أرض العراق هي أرض البترول شمالا وجنوبا وغربا وشرق، البترول موجود في إقليم كوردستان وموجود في أطراف بغداد وفي جنوب العراق، البترول موجود في كل مكان فقط الحروب التي أدخل لها العراق بسبب بعض السياسات الخاطئة، وما عاناه العراق من الحصار، والعقوبات الدولية أدى إلى تأخر العراق عن ركب الدول للمصدرة للنفط والآن سوف يرجع إلى عافيته لأن ارض العراق كنز من البترول.
الراحل محمد الخامس عند زيارته لبغداد
لننتقل إلى المحور الثالث والأخير، وهو العلاقات المغربية العراقية، كانت العراق أول دولة عربية تبعث سفيرا إلى المغرب بعدما قام الملك الراحل محمد الخامس في إطار زيارته للقدس ودمشق بزيارة بغداد، كيف تفسرون هذه العلاقة التاريخية؟
أنا دائما أقول إن المغرب والعراق هما جناحا العالم العربي وأي طائر بدون أجنحة لا يمكن أن يطير، وبالتالي إذا أراد العالم العربي أن يطير إلى آفاق متقدمة ومتطورة وواسعة يجب أن يكون الجناحان سليمان، والعراق والمغرب هما جناحا هذا العالم لهما أهمية استراتيجية في هذا العالم سواء كان في العالم العربي أو الإسلامي.
العلاقة المغربية العراقية علاقة متعمقة الجذور في التاريخ علاقة قديمة مبنية على القواسم المشتركة الموجودة بين البلدين، سواء كانت قومية عرقية لغوية دينية مصالح مشتركة، هي قبل كل شيء علاقات إنسانية أخوية بين شعبين وبين بلدين حتى قبل الاستقلال. وكما تفضلتم بأن أول سفير عربي يصل إلى الرباط كان من العراق المرحوم عبد الغني الدلي سنة1956، والراحل الملك محمد الخامس زار القدس ثم بغداد بعد الاستقلال وهناك صورة لازالت تخلد تلك الزيارة لجلالة الملك مع عبد الكريم قاسم الذي كان قائد ثورة14تموز في بغداد، ويقال بأنه كان خلال الزيارة يمشي في شارع الرشيد فقام المستقبلون برفع سيارة الملك محمد الخامس من على الأرض، طبعا تكريما له وللشعب المغربي، هذه مشاعر لم تأت من فراغ، لأن العلاقة هي أقدم بكثير بين الأسر المغربية والعراقية ولو ندخل في التاريخ هناك الكثير من الروابط التي تجمع بين البلدين وأعتقد أن المجال لن يسمح كي ندخل في هذه التفاصيل.
إذن هو التاريخ الذي يتحدث سيدي السفير؟
نعم، وهنا أذكر حادثة واحدة في عهد المرحوم محمد فاضل الجمالي، وزير خارجية العراق، وكان هناك اجتماع في الأمم المتحدة وكان يرافقه وفد كبير، أنا ليست لدي المعلومة الكافية، كان هناك مناضلون مغاربة ومكلفون من المرحوم محمدالخامس دخلوا إلى الأمم المتحدة وبجوازات سفر عراقية لأنه كان ممنوعا عليهم دخول هذا المحفل وعندما دخلوا الأمم المتحدة أعلنوا أنهم مغاربة وعقدوا مؤتمرا صحافيا وطالبوا باستقلال المغرب وبهذه كانت ثورة،وقد أشرت إلى هذه الحادثة لأبين أن العلاقات المغربية العراقية قديمة وبعد الاستقلال كانت هناك دائما علاقات جيدة وطيبة رغم كل الظروف والاستثناءات والحروبوالحالات التي مر بها العراق ولكن كانت العلاقات مع المغرب دائما طيبة ومازالت إلى حد هذه اللحظة،وأنا هنا لايسعني إلا أن أشكر جلالة الملك وأشكر الحكومة المغربية والشعب المغربي على الاستضافة الطيبة الأخوية لأبناء الجالية العراقية الموجودين هنا في المغرب. هناك جالية عراقية في المغرب أوضاعهم القانونية والاقتصادية مستقرة ويعيشون بأمن وأمان ولايشعرون بالغربة .
كم يقدر عدد هذه الجالية؟
أكثر من 3000 آلاف شخص وأوضاعهم الاقتصادية مستقرة وأكثرهم مستثمرون وهذا ليس غريبا عن المغرب،كما كانت هناك عائلات مغربية تعيش في العراق ولكن الظروف الصعبة التي يمر منها العراق دفعتهم لترك العراق وقد كان العراقيون أيضا يتركون البلد،وبالتالي العلاقات المغربية العراقية كماقلت هي علاقات طيبة وأخوية جيدة.وخلال فترة وجودي هنا حاولنا أن نطور هذه العلاقات رغم الإجراءات (وهي طبيعية) قدتكون صعوبات،ولكن هناك كم كبير من الوفود العراقية التي تشارك في المهرجانات الفنية والرياضية والثقافية والإعلامية وهناك متدربون عراقيون في المغرب في شتى المجالات.
وعلى المستوى السياسي العراق أيضا مازالت عضوافي الجامعة العربية..
العراق عضو مؤسس وعضو فعال في الجامعة العربية.
ولكن كيف تقيمون العلاقات الاقتصاديةالسياسية بين العراق والمغرب، خصوصا أن المغرب يعيش مشكلا سياسيا في جنوب الصحراء ومشكلا مع الجزائر،أنتم كبلدشقيق عراقي،كدبلوماسية عراقيةكيف تعلقون على هذا الوضع؟.
العراق دائما إلى جانب المغرب في قضاياه وخاصة في قضيته المركزية وهي وحدة التراب المغربي،والعلاقات المغربية العراقية السياسية هي جيدة جدا، فقط العلاقات الاقتصادية تأثرت بسبب ما يمر به العراق ليس مع المغرب فقط بل مع من الدول كثيرة مع كافة دول العالم، نظرا للظروف الصعبة ومع المغرب ليست هناك أي مشكلة وليست هناك أيةعوائق أوحواجز في أن تتطور هذه العلاقات الاقتصادية بين البلدين وهناك محاولات وهناك مؤتمرات لقاءات تجري في سبيل مد هذه الجسور بين البلدين، قضية الصحراء المغربية كما قلنا هي قضية شرعية والعراق كان إلى جانب المغرب في حل هذا المشكل في نطاق الأمم المتحدة بالحوار والتفاهم.
