يشهد المجتمع البريطاني جدلًا واسعًا على خلفية حادث غير مسبوق من نوعه، والذي وقع في إحدى المدارس في أول أيام الأسبوع، عندما أقدم طفل في الخامسة عشرة من عمره على طعن معلمته حتى الموت داخل غرفة الصف على مرأى ومسمع من التلاميذ والمعلمين والموظفين.
وتوفيت المعلمة “آن ماغيور” البالغة من العمر 61 عامًا في إحدى مدارس مدينة ليدز بعد طعنها على الفور من قبل الطفل، الذي قال إنه كان “يحقد عليها”، وأضاف أنه “يحب لها أن تموت”.
وبحسب الشرطة التي احتجزت الطفل، فإن المعلمة ماغيور تلقت عدة طعنات بالسكين في ظهرها، في الوقت الذي كانت تقوم بتعليم الأطفال في غرفتها الصفية، ما أدى إلى وفاتها على الفور.
وانشغلت وسائل الإعلام البريطانية على مدى يومين في وصف حالة الحزن التي شهدتها المدرسة والتي تشهدها بريطانيا عمومًا بسبب الجريمة، حيث قال شاهد عيان إن فيضانات من الدموع انهالت بغزارة من عشرات التلاميذ والمعلمين والعاملين في المدرسة.
وقالت صحيفة “التايمز”؛ إن الضحية لم تكن فقط أمًا مخلصة لأبنائها ومربية جيدة لأطفالها، وإنما كانت تقوم أيضًا برعاية طفلين هما ابني شقيقتها التي توفيت متأثرة بمرض السرطان وتركتهما لها. ووصف التلاميذ المعلمة ماغيور بأنها كانت “أم المدرسة”، وقال أحدهم في تغريدة على تويتر: “كانت تهتم بكل طفل في المدرسة كما لو أنه ابنها”.
وكان من المفترض أن تُحال المعلمة ماغيور إلى التقاعد خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بعد أن تجاوزت الـ61 من العمر، إلا أن الطعنات جعلتها أقرب إلى الموت من قربها لمنزلها.
وتجمّع المئات من محبي المعلمة الأم ماغيور أمام المدرسة طوال اليومين الماضيين، وأغرقوا المكان بالورود والدموع في مشهد لم تألفه مدارس بريطانيا من قبل، في الوقت الذي يعيش فيه الطلبة والمعلمون والأهالي حالة من الصدمة بسبب الجريمة غير المألوفة.