تكشف وثيقة تحصلت عليها “الشروق” حصريا من مصادرها الخاصة، عن وقوع مدرب المنتخب الوطني الجزائري، البوسني وحيد خاليلوزيتش في فخ وكيل أعمال وهمي قدم له عرضا خرافيا لتدريب فريق قطري، وهو العرض الذي طالما تباهى به مدرب “الخضر” منذ أكثر من سنة، وأضحى لا يفوّت أي فرصة للتأكيد عن أن حقيبته جاهزة للرحيل وقتما شاء، في ظل تهاطل العروض عليه وبمئات الآلاف من الدولارات شهريا.
الوثيقة التي تحصلت عليها “الشروق” عبارة عن رسالة إلكترونية تلقاها البوسني في بريده الخاص (تأكدنا بأنفسنا من أن الحساب البريدي الالكتروني لخاليلوزيتش شخصيا ومدوّن في سيرته الذاتية وبطاقة الزيارة)، يعلمه فيها المناجير الوهمي- الذي أخبر المدرب بأنه اتصل به من طرف أحد وكلاء الأعمال المعروفين كي يوقعه في الفخ ويقنعه بجدية الإتصال- بأنه (خاليلوزيتش) محل اهتمام فريق قطري كبير، وقال صاحب الرسالة”طاب يومك سيد خاليلوزيتش..في البداية أود أن أهنئك على تأهلك مع المنتخب الجزائري إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013، ربطت الاتصال بك عبر زميل لي (نتحفظ عن ذكر اسم وكيل الأعمال المعروف)، أنا مناجير ذو قيمة عالية جدا في الخليج العربي وأبحث عن مدرب كبير لفريق قطري ينشط في بطولة الدرجة الأولى، هذا النادي يرى فيك المدرب المثالي كي يمضي قدما وهو مستعد لمنحك راتبا شهريا صافيا ما بين 200 ألف و250 ألف دولار، كي يعينك في منصب مدير فني بالفريق، العقد الذي سيتم اقتراحه عليك يمتد على مدار 3 سنوات، وبإمكانك بداية العمل في شهر دسيمبر المقبل(الرسالة مؤرخة يوم 28 أكتوبر)، أتمنى أن أتلقى منك ردا إيجابيا في الساعات القليلة القادمة..تحياتي الرياضية”، ورد التقني البوسني “المخدوع” على الرسالة في نفس اليوم، لكن رده لم يكن مباشرا وصريحا غير أنه حمل إشارات إيجابية نحو المضي قدما في التفاوض مع هذا الوكيل الوهمي، حيث رد قائلا”صباح الخير…العرض قد يهمني، ولكن في البداية أود أن أتحدث معك هاتفيا وهذا رقم هاتفي(هو نفس رقم الهاتف الشخصي الذي يملكه خاليلوزيتش ونتحفظ عن نشره تفاديا لأي إحراج له).
العرض الوهمي كاد يعجل برحيل البوسني بعد أسبوعين فقط من التأهل إلى “كان 2013″؟؟
رد خاليلوزيتش عن الرسالة الإلكترونية حمل دلالات كثيرة، أهمها أنه يعشق المال، فضلا عن أنه لا يمنح الجانب الرياضي والعقد المبرم بينه وبين الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أية أولوية أو أهمية أو أدنى احترام، بدليل استعداده التام للتفاوض، والمثير في القضية أن المدرب البوسني قام بهذا التصرف بعد أسبوعين فقط من تأهل الخضر على حساب ليبيا (1/0 ذهابا و2 / 0 إيابا) إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 التي احتضنتها جنوب إفريقيا مطلع العام الماضي، وغادروها في الدور الأول بعد هزيمتين وتعادل، ومن المفروض أن مدربا قاد منتخبا إلى محفل كروي كبير، سيمنح الجانب الرياضي الأولوية كونه سيخدمه ويرفع من قيمته أكثر في سوق المدربين، فضلا عن أن خاليلوزيتش في تلك الفترة كانت علاقته سمن على عسل مع الجميع، سواء تعلق الأمر باللاعبين، الطاقم الفني، مسؤولي الاتحادية وعلى رأسهم “صديقه” روراوة وحتى قطاع كبير من وسائل الإعلام، على عكس ما هو عليه الحال الأن، بما أنه يتجه للرحيل عن الخضر بعد نهاية عقده في 31 جويلية المقبل بعد صراع مرير مع رئيس الفاف محمد روراوة.
العرض “زعزع” خاليلوزيتش وجعله يطلب ملاقاة روراوة
سبق للشروق أن تطرقت إلى موضوع تلقي المدرب البوسني لعرض خيالي من قطر، وفي وقته أي قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا، وجعل هذا الأمر، البوسني في قمة السعادة والفخر، وأضحى يتباهى أينما حلّ بالاهتمام الكبير الذي يلقاه، وبلغ به الأمر إلى الاتصال برئيس الاتحادية قصد الاجتماع به وأخبره بأن الأمر هام جدا، حتى أنه سعى لطلب رفع أجره الذي يتعدى 65 ألف أورو شهريا دون احتساب المزايا التي يستفيد منها على غرار الفيلا الفخمة بإقامة الدولة، وكذا تذاكر السفر المجانية بالإضافة إلى سيارة فخمة بسائق و”بودي غارد”، وكذا العلاوات المالية، قبل أن يتضح بأن الأمر لم يكن سوى “أكذوبة” أو”شرك” نصب بإحكام للبوسني الذي وقع فيه دون أن يدري.
الشروق اليومي
