يعتبر الجلد خط الدفاع الاول لجسم الانسان ومن الضروري الحفاظ عليه وعلى سلامته وعدم اهماله، حيث نلاحظ عدم إكتراث البعض وخاصة كبار السن أو من يعيش في المناطق الصحراوية بما يصيب الجلد من أمراض أو نحو ذلك. ويلعب الطقس دوراً حيوياً في التأثير على الجلد خاصة في مثل مناطق المملكة وأجوائها الحارة صيفاً والباردة شتاءً.
وبرودة المناطق الصحراوية وجفافها تجعل الجلد عرضة للاصابة بما يسمى بمرض جفاف الجلد الذي يصاحب الاصابة بحكة في الجلد نتيجة فقدان المواد الدهنية على الجلد مما يستوجب استعمال أنواع معينة من المرطبات والمراهم والامتناع عن مسببات الاصابة، وهذا يحدده الطبيب بعد الزيارة والكشف على المريض.
ما نود الاشارة إليه والتأكيد عليه هو ضرورة مراجعة الطبيب في حالة الاصابة بمرض جفاف الجلد والتي تظهر عادة في مثل هذه الايام الباردة والجافة ويجب الانتباه للاطفال صغار السن الذين لا يدركون ولا يعون هذه المشكلة مما يسبب لهم حكة شديدة وما يصاحب ذلك من الالتهابات البكتيرية الثانوية. ويجب على الأم ان تحافظ على ارشادات الطبيب وتتبع مراحل العلاج التي حددها للطفل، وإهماله قد يتسبب في مشاكل صحية، أطفالنا في غنى عنها. لذا سنحاول التطرق لهذا الموضوع بشيء من الإيضاح، حيث نتناول ونعرض لمسبباته وعلاجه فالجلد الجاف ينشأ نتيجة نقص الماء في الطبقة المتقرنة للجلد وهي الطبقة الخارجية للجلد، وهذه الطبقة تحتوي على مواد حافظة للماء يعود ذلك لوجود طبقة من الزيت الطبيعي وخلايا جلدية متفككة تساعد على بطء التبخر. أما أسبابه فهناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى حدوث جفاف في الجلد فمنها العوامل الوراثية كذلك التقدم في العمر يؤدي إلى قلة المواد الدهنية وكذلك قلة احتباس الجلد للماء.. ومنها أيضاً برودة الجو مع انخفاض في رطوبة الجو، كذلك الاستحمام الزائد، حيث إن الاغتسال بالماء الساخن والصابون يزيل طبقة الزيت الطبيعي واذا لم يتم استبدال هذا الزيت بزيت آخر أو مرطب يوضع على الجلد بعد الاغتسال فإن خسارة الماء من الجلد تزداد. كذلك استخدام المنظفات والصابون، كل ذلك يزيد من جفاف الجلد، ولعلاج ذلك يجب معرفة المسبب لهذا الجفاف والتقليل من الاستحمام ليصبح كل يومين مرة واحدة والاختصار في الاستحمام قدر الامكان، واستخدام الماء الفاتر. كذلك التقليل من استخدام الصابون، واختيار صابون لطيف واستخدام المنظفات المطهرة التي تحتوي على 5,5 PH تماماً كمستوى رطوبة الجلد فهي مفيدة جداً.
كذلك استخدام المرطبات بكثرة خاصة بعد الاستحمام. فللمرطبات تأثير على الجلد، المرطبات الحابسة التي تعطي طبقة زيتية على سطح الجلد للتقليل من خسارة الماء هذه المرطبات تتألف من زيوت ذات مصدر غير انساني إما بشكلها الخالص او أنها مختلطة بكميات مختلفة من الماء وهناك مجموعة متنوعة كبيرة منها، فليس هناك مرطب يتوافق تماماً مع جميع المرضى وغالباً ما يتعرف المريض على ما يناسبه عبر التجربة. فمنها زيت الاستحمام الذي ينصح بوضع طبقة رقيقة منه على الجلد بعد الخروج من الماء. والمرطبات السائلة وهي حابسة للماء أكثر من الزيوت وتعطي أفضل نتائجها تماماً بعد الاستحمام لتحافظ على وجود الماء في الجلد ويمكن استخدامها في أوقات أخرى حسب الضرورة.
والدهون او الكريمات وهي أكثر حبساً للماء من النوعين السابقين، والمراهم وهي الأكثر امتصاصاً وتحتوي على مركبات زيت خالص تماماً مثل البرافين Liquid Paraffin او الفازلين. ويعتمد اختيار المرطبات الحابسة على مساحة للجلد المستخدمة ودرجة جفافه وخشونته.
فالمرطبات السائلة تستخدم عادة على فروة الرأس والمناطق الأخرى المكسوة بالشعر، اما الكريمات فتستخدم عندما تكون المناطق المذكورة سابقاً بحاجة لرطوبة أعلى.
أما المراهم فتوصف لعلاج المناطق الاجف لكن يشكو العديد من المرضى من انها زيتية جداً. أما المرطبات المغذية فهي تزيد الماء في الطبقة المتقرنة وتشمل الجليسرين Glycerin – اليوريا Urea وحامض الجلاليكول والحامض اللبني Lacfic Aeid فهما يساعدان في القضاء على عاملي الخشونة والتقرن عن طريق ترقيق الطبقة المتقرنة.
كما ان للمرطبات فوائد من الممكن حدوث آثار جانبية بعد استخدامها ومنها التحسس وخاصة عند الأشخاص المصابين بالاكزيما التأتبية – أو الوردية كذلك إمكانية حدوث التهاب الجريبات الشعرية بثور ودمامل. وأيضاً ظهور طفح جلدي في الوجه، وذلك بسبب الاستخدام الزائد للمرطبات خصوصاً اذا كانت من النوع الحابس عما يؤدي الى تفاقم حب الشباب.