يبدو أن بيت الحكم القطري هش قد تعصف به رياح التغيير و الثورة الداخلية في كل لحظة وحين .
كما أن التواجد الإخواني، الذي رعته واحتضنته سلطات الدوحة أصبح عبئا ثقيلا عليها ، خاصة في ظل المستجدات الأخيرة بالمنطقة التي ميزها سحب المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين لسفرائها من قطر .
و حتى وإن لم تعلن عن ذلك رسميا ، فقد أصبحت الدوحة تخشى من النفوذ المتزايد لجماعة الإخوان و باقي التيارات المتطرفة فوق أراضيها . و أضحت الإمارة في موقف لا يحسد عليه، فهي تحولت إلى دولة تجابه شبح العزلة والقطيعة من لدن أشقائها الخليجيين من جهة ، و مخاطر تحويل الجماعات الإرهابية التي استوطنت أراضيها ، لفوهة بنادقها إلى القصر القطري من جهة أخرى .
و يطرح التساؤل بإلحاح : مالذي يجعل ساسة الدوحة يقفون مكتوفي الأيدي أمام الجبروت المتزايد لتلك الفئات الظلامية ، والتي تحولت إلى ما يشبه وحش فرانكشتاين الذي الذي انقلب على من صممه ونحته بنفسه وقتله.
يبدو أن القصر القطري يزخر بأسرار و معطيات و خبايا ، تسلل إلى كواليسها زعماء تلك التيارات الظلامية ، فأصبحوا يستخدمونها ورقة ضغط مستمرة على نظام الحكم، و يهددون بكشف أوراقها إلى العالم . و يعلم الله كم من المؤامرات التي شهدها البيت الداخلي للحكم القطري ، و كم من دسائس حاكها ساسة الدوحة تجاه الأقطار المجاورة ، ناهيك عن الإتصالات السرية التي أجراها القادة القطريون مع المسؤولين الأمريكيين و الإسرائيليين .
سيندم القادة في الدوحة طويلا، و لن ينفعهم الندم نتيجة إيوائهم لتلك التيارات و زعمائها ، ومن أبرزهم يوسف القرضاوي،شيطان الإرهاب في غلاف إسلامي ، حيث اتخذ من مؤسسته ” الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ” مطية لتجسيد المخطط الصهيوني الأمريكي، انطلاقا من الأرض القطرية ، وسمح له منصبه و استضافته، بمجاورة أهل القرار والسلطة في الدوحة ، رفقة عشيرته ، نذكر منهم صهره أسامة ،زوج ابنته، و الذي كان من بين ثلاثة أعضاء أسسوا ما يعرف ب”أكاديمية التغيير” و التي تم إنشائها في 2004 بلندن، بغية التمهيد لما حدث من اضطرابات سياسية على التراب المصري ، و التي مهدت لثورة 25 يناير.
و من يدري فقد استوطن هؤلاء الإخوان أرض قطر تمهيدا أيضا للإنقضاض عليها، وجعلها منطلقا لأرض الخلافة الطوباوية ، ولذلك بدأت ترتعد فرائص الحكام القطريين من أن ينقلب السحر على الساحر ، وتنكشف أما العالم حقيقة سياساتهم التخريبية .