هل تحولت قطر إلى عراب للجماعات الإرهابية ؟

هل تحولت قطر إلى عراب للجماعات الإرهابية ؟

- ‎فيرأي
1221
0

محمد عبد اللهphoto

بقدرة قادر تحولت مصر إلى ما يشبه ساحة معركة، منذ عزل رمز الإخوان المسلمين محمد مرسي، حيث  استيقظت فجأة حركات التكفير والإرهاب من سباتها الذي خلدت إليه إبان فترة حكم الإخوان ، لتمطر شتى ربوع المحروسة بوابل من العمليات الإجرامية/الإرهابية، امتدت من القاهرة وضواحيها إلى سيناء و السويس مرورا بالإسماعيلية، و مدن مصرية أخرى. وتأكد لكل المتتبعين أن تلك الجماعات كانت تحتمي بمظلة الإخوان و تتحرك في ظلام الأزقة وعتمة المسالك لكي تنفث فكرها المتطرف بين ظهراني أحفاد الفراعنة، آمنة مطمئنة بفعل تواطؤ من هم إذ ذاك على عرش السلطة في مصر. و حينما وضع الجيش حدا للمهزلة الإخوانية انكشفت لعبة التواطؤ، و جن جنون خدام الأجندة القطرية لنشر التيارات الإسلاموية التي تسلك منهاج الدمار الفكري و تشويه العقيدة الإسلامية السمحاء ،و التحول إلى طابور خامس لتنفيذ سياسات أمراء الدوحة.

         و قبل مصر كانت هناك ليبيا، التي شهدت مخاضا عسيرا للإطاحة بنظام القذافي، فسارع النظام القطري، كما فعل مع ثورة 25 يناير ليقطف ثمار الثورة من أبناءها الحقيقيين، و يسلمها على طابق من ذهب إلى رموز التيار الإسلامي المتشدد في الحركة المسلحة الليبية.

           و قد أسهب أحد زعماء الكفاح المسلح ضد نظام القذافي، و هو محمود جبريل رئيس الحكومة السابق، في الحديث عن الانحياز القطري إلى تيار الإسلام السياسي في ليبيا ،ما قبيل و أثناء الثورة،و كشف عن حيثيات إصرار الدوحة على تسليم  مشعل الثورة إلى أحد رموز الجهاديين في حرب أفغانستان، وهو عبدالحكيم بلحاج، و حاولت أن تعطي عنه صورة من يقود عملية تحرير طرابلس، و هيأت الظروف  لذلك بحضور مسؤولين عسكريين قطريين،  من بينهم رئيس الأركان و ضابط استخبارات قطري، و تمت عرقلة  الإنقضاض على العاصمة في ساعة الصفر المتفق عليها، حتى  يتسنى لبلحاج دخولها دخول الفاتحين و هو ما تأتى  له فعلا ، و كانت قناة  ” الجزيرة” في الانتظار للنقل المباشر المطبوخ الذي صور “دخول الإسلاميين الفاتحين” إلى العاصمة الليبية.

      و مما رواه جبريل أن الأسلحة القطرية الوافدة على ليبيا إنه منذ أبريل 2011، خرج من قطر ما لا يقل عن 20 ألف طن من الأسلحة فى طريقها إلى ليبيا، بموافقة أمريكية وفرنسية وبريطانية و روى أحد العسكريين الفرنسيين  أن القطريين  كانوا في البداية يقدمون الأموال للجماعات المتمردة، ويحددون الأماكن والأشخاص الذين يشترون منهم السلاح فى الدول الغربية. ثم اختارت الدوحة بعد ذلك الإنتقال إلى السرعة القصوى، وصارت تسلم السلاح مباشرة إلى أيدي الجماعات الإسلامية و من ثم تحولت وجهتها نحو بنغازي، حتى يستحوذ عليه عبدالحكيم بلحاج  و قواته في الجبل الغربي. و بلحاج هذا هو نفسه الذي سوقت قطر لصورته أمام المحفل الدولي، و رتبت اجتماعا لدول منظمة حلف شمال الأطلسي بالدوحة حيث برز في المنصة  بصفته ” قائد ثوار ليبيا “

       و مثل ما حدث في مصر وليبيا حاول ساسة الدوحة إحكام الطوق أيضا على منطقة الساحل و الصحراء عن طريق دعم الحركات الجهادية هناك، في مالي، والمتمثلة في تنظيم “القاعدة في المغرب الإسلامي ” وجماعة “أنصار الدين” وحركة ” التوحيد والجهاد ” في  شمال البلاد، وعلى الرغم من عدم توفر أدلة ملموسة فإن كافة المؤشرات دلت على وجود اتصالات  بين الجماعات المسلحة وقطر، و هو ما أثار حنق الأوساط السياسية الفرنسية ، اعتبارا لكون مالي تعد حلقة أساسية في المنطقة الجيوسياسية الحساسة بالنسبة لفرنسا في الساحل الإفريقي . و هذا ما يفسر إقدام باريس على التدخل عسكريا  لإجهاض قيام دولة طالبانية جديدة في شمال مالي ، و وأد النموذج الأفغاني في المهد .

و لقد شجبت كافة التيارات السياسية الفرنسية من أحزاب الأغلبية و أحزاب المعارضة  الدور القطري في الشمال المالي .وطالب زعيم الحزب الاشتراكي الحاكم هارلم ديزير” المسؤولين القطريين بتقديم إيضاحات سياسية إزاء تحركاتهم السياسية في المنطقة  .و انتقد في السياق  تصريحات سياسية لعدد من المسؤولين بالدوحة شجبت  التدخل الفرنسي في مالي.

كما أن  مارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف وكذا ميشال ديسمين، وهو من التيار الشيوعي أدانا بدورهما الدعم المالي الذي كانت تقدمه قطر للمجموعات المسلحة هناك.

وكانت الأسبوعية الفرنسية “لوكانار أنشيني” قد تطرقت إلى وجود تلك المساعدات المالية ، ولكنها تحدثت عن كون  السلطات الفرنسية كانت على علم بتصرفات القطريين في شمال مالي.

وللتذكير فان عمدة مدينة غاو في شمال مالي، و هي المدينة التي كانت محور الصراع بين السلطات النظامية و المتمردين، كان قد وجه اتهامات لقطر بتمويل الإسلاميين المتواجدين في هذه المدينة.

    واليوم يلاحظ اندحار التيارات الإسلامية المتطرفة، في النماذج الثلاث التي أسلفنا ذكرها سواء في مصر أو ليبيا أو مالي، رغم التدخل القطري المباشر أو غير المباشر في تلك الدول،  و الذي كان يأخذ أشكال مساعدات مالية غذائية أو نقل أسلحة إلى الحركات الإسلاموية، مما أشر على إخفاق ذريع للعراب القطري في تحويل دفة الصراع و الثورة من صناعها الحقيقيين نحو  حركات ” كومبارس ” جهاديين .

 

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت