وجهة نظر. الوداد و بنكيران: “كلها يلعب فباب حكومتو”

وجهة نظر. الوداد و بنكيران: “كلها يلعب فباب حكومتو”

- ‎فيرأي, رياضة
172
6

ابراهيم الفتاحي

في الوقت الذي يلعب فيه الفريق المغربي الكبير وداد الأمة كرة القدم، نجد السيد رئيس الحكومة يلعب “تعواج اللسان” و يصف مسيري الوداد بالبلطجية، فقط لأنهم ينتمون إلى أحزاب تعارض سياساته اللاشعبية، و لعل السيد بنكيران لم يكلف نفسه عناء الاستقصاء عمن يسيرون هذا النادي الكبير، فخندقهم جميعا في حزب الأصالة و المعاصرة، مع العلم أنه ينتمون إلى أحزاب شتى، و أكثر ما ينتمون إليه هو مجال التسيير الرياضي، و لست أبالغ إن قلت إنهم يجتمعون على حب الفريق الأحمر، فريق قال عنه المغفور الحسن الثاني ذات خطاب: “الوداد كبيرة و ستبقى كبيرة”، و هذه هي الحقيقة التي يجب على زعيم إخوان المغرب أن يفهمها، و يعود إلى باب حكومته ليلعب فيه، و أن يهتم بشئونه المتعلقة بالمقاصة و “الفقاصة” و “قليان السم” للمغاربة، و لا يتوهمن أنه “بحطيئياته ” و “جريرياته ” تلك سينسينا في غلاء الأسعار و داكشي…
إن فريق الوداد يا معالي الرئيس يجمع ما لا يجمعه تكتلك الحكومي الهجين، بل إنني لا أبالغ إن قلت إنه يجمع ما لا تجمعه الأحزاب المغربية كلها، و يقدم للمغرب إنجازات لا تقدمها حكومتك التي أبهرت العالم بأكبر كراطة و أوسخ سطل لتجفيف الملعب و معه تم تجفيف وجه المغرب من مياهه أمام أنظار العالمين، و إن كانت سياستك جعلت الشعب يكفر بالسياسة و السياسيين، فإن الوداد البيضاوي العريق جعل المغاربة يلتحفون أعلامهم الوطنية عشرات المرات فرحا و حبورا و اعتزازا بوطنهم و بوطنيتهم.
إن الوداد يا معالي رئيس الحكومة الذي يسيره البلطجية كما تزعم هو الذي يجمع الآلاف في المدرجات ليرسموا أبهى لوحات الحب للوطن و الملك، و معه تصدح حناجر الجماهير بالنشيد الوطني و لا تترك هذا الحب يخبو في نفوس الناشئة أبدا، و مع الآلاف في المدرجات يلتف الملايين حول الشاشات، بينما ظهورك على الشاشة يجعل الملايين ترتعد فرائصها خوفا من إعلان حزمة جديدة من الزيادات في الأسعار أو الأعمار، حتى صارت الجماهير تتطير من طلوعكم على الشاشة و تتشاءم.
إن تلكم الإنجازات يا سيد بنكيران ليست إنجازات لاعبين فقط، و إنما إنجازات مكتب مسير و لاعبين و تقنيين و جمهور، و من وصفتهم بالبلطجية هم الغيورون المحبون لفريقهم و قبله المحبون لوطنهم و ملكهم، و عرفنا عنهم على الأقل صدقهم مع ذواتهم، فإن أفلحوا فرحوا و افتخروا و إن أخفقوا راجعوا ذواتهم و اعتذروا، و لا يتبعون أسلوب “تخراج العينين” الذي قهرت به نفوسنا المقهورة أصلا بعدما أفرغت جيوبنا، و حرمت أبناءنا من بعض فسحة العيش، و جعلت “البنان” عصيا على جيوبنا، و هل نسيت بلطجيتك أنت في البرلمان إذ تقمع هذا و تنهر ذاك و وهم “الشعب كايبغيني” قد استبد بك أيما استبداد، و كيف رددت في جلسة برلمانية اليوم الثلاثاء على البرلمانية و القيادية الكبيرة خديجة الرويسي بعبارة “ديالي لي كبير عليك” و هي عبارة حمالة أوجه، و تعبير غير لائق يتخذ من التأويلات أسوأها.
لا يعلم السيد بنكران على ما يبدو أن للجمهور فورة، إذ للجماهير جيشانها، و يصعب التحكم فيها سواء في الانكسار أو الانتصار، و للجماهير سيكولوجيتها مثلما بين ذلك غوستاف لوبون في كتابه “سيكولوجيا الجماهير”، و لكن ذلك لا يعبر عن حقائق الأفراد و لا المسئولين، و سرعان ما ينجلي غباره تاركا خلفه لحظة سهلة التجاوز، و لا تترك خلفها سياسات تئن لها الفئات العريضة من المجتمع مثلما هي بلطجية الحكومة التي يحق فيها تسمية “الغلائلجية” أي احتراف الغلاء. و عادة ما يكون شغب الجماهير الرياضية تفجيرا لمكبوتات سكنت لا وعيه لأسباب لا علاقة لها بالرياضة في حد ذاتها، و إنما لها علاقة بالبطالة و الفقر و اليأس و الظلم، و قد يكون تفجيرها في الملاعب أو حولها أهون في بعض الأحيان من تفجيرها بطرائق أخرى تهدد الأمن و الإستقرار.
للوداد حكومة مصغرة تدبر شئون ناديها، و هي مستقلة على أي حال، و عودتنا على المتعة الكروية، و لطالما رفعت الراية المغربية عاليا في المحافل، و على رئيس الحكومة أن يلعب في “باب حكومتو” و ألا يفسد علينا حتى متعة الرياضة التي لم نعد نجدها سوى عند الوداد و الرجاء البيضاويين و قليل من الفرق الأخرى…

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،