حميد نرجس في مراكش وعبد السلام الباكوري في مراكش ومستقبل الجهة في مراكش وفاطمة الزهراء المنصوري في مراكش أيضا.

حميد نرجس في مراكش وعبد السلام الباكوري في مراكش ومستقبل الجهة في مراكش وفاطمة الزهراء المنصوري في مراكش أيضا.

- ‎فيفي الواجهة
260
6

 

هي نفس المدينة التي حبلت بالكثير من الذكريات ، ذكريات الأوطان والرجال من هنا وهناك ، هي المغرب قديما ، هي الحدود اللا متناهية للغرب الإسلامي الملتصق بالصحراء وما ورائها ، هي الصوفية في مآذنها حينما يشق غبار “تامبوكتو ” حاملا بشرى التجارة والبضاعة ذهب وفضة وروائح وعطور وأشياء أخرى لا يعرفها إلا تجار ذلك الزمن ، منه المسك والعررعار والتاريخ والعلم وحفظة القران وفلسفة يوسف ابن تاشفين وهلم جر من عبق الأيام وراء الأيام .

هي مراكش الأخاذة الحامية صيفا والمحبوبة بعدما يضع الحر يديه أسفل النهار ليملأ فضائها جعجعة مع الطحين في كل مكان ، مراكش الحمراء الجميلة شتاءا ، بجناتها ومياههما وأناسها وأسفل كل ذلك السياسة ، فليست السياسة من مراكش هي وليدة اليوم بل قبلها عمرت بالديار . ومصير الأندلس كان على أبواب مسجد الكتبية ورحاب قصور الباهية والبديع تناقش تفاصيله على بعد آلاف الأميال وراء البحر ، ودعوة المهدي بن تومرت مع طلبة ” المصامدة ” تاريخ في تقليبه ستجد مراكش ديدن السياسة وحكم الغرب إلى الشمال ووراءه إلى الاورال حتى حدود ” فرنسة “. لست ضليعا جدا في التاريخ ولكن قد يكون الكثير مما تختزنه مراكش ناهيك عن قصورها وعبق التاريخ والناس والفنادق والعصرنة والسياسة والانتخابات. وصيف مراكش ومدنها وباحاتها ومثلجاتها وتجارتها و”فللها” وقصورها ومداخلها ونهارها الذي هو نقيض ليلها. وفرنسية أهاليها الممزوجة بكل شيء . هناك مراكش وهناك الانتخابات وهناك حميد نرجس القادم بعد ثلاث سنوات من “تطليق الساسة ” كيف ولماذا ؟ .

image

حميد نرجس من أمريكا إلى الجهة والطلاق من السياسة ومنها جميعا إلى العودة كيف؟

قبل أيام كنا تناولنا حميد نرجس ، خال فؤاد عالي الهمة الرجل الرقم في معادلة القصر الملكي ومستشار الملك محمد السادس ، تعني قيمة أن يكون الفرد خال فؤاد عالي الهمة ” في جل المعادلات شيئا ذا قيمة عظمى في المغرب ، وعادة المرء يميل إلى الخال أكثر ، وحتى لا نتحدث في باب الأصول كثيرا ، فقد قمنا بعدما أشرنا إلى عودته التي قد يكون ورائها ألف استفهام ، وقلنا ما قلناه من كونه لا يتحرك إلا “كالملاح” ببوصلة لا تخطيء ، ليست بوصلة “كريستوف كولومبوس ” الباحث عن الهند الساقط في أمريكا “خطئا ” . وقد تكون صدف التاريخ لمشيئة ربانية ، حميد نرجس لا يخطئ بمعنى ، ولا مجال في تحركاته للخطأ ، هو لمن لا يعرفه أحد “الأدمغة ” الرحمانية التي لا يريد البعض أن نستفيض في الحديث عنها ، يكفي أنه ابن معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة “تنور ” عالم الاجتماع” بول باسكون” أحد مؤسسيه عام 1966 ، وربما لأن الرجل يتمتع بالكثير من المزايا التي تؤرق خصومه ، حينما بحثنا عن من يقول فيه شيئا يعرفنا به وجدناهم أقلة ، وفيه قالوا أنه نظيف جدا ، متخلق ، قالوا فيه أنه وبعد فترة قصيرة تلك التي قضاها على رأس الجهة فعل الشيء الكثير ، قالوا فيه أن غيابه أثلج قلوب أعداء كثر ولدتهم الأيام والتاريخ في مراكش وفي الجهة كلها .

imageimage

سنحاول قراءة الطالع ، وطالع الأيام القليلة المنصرمة يفيد أن حميد نرجس سيعود إلى الجهة ، تلك الجهة التي كبرت حدودها وكثر خلقها وازدادت حاجتها في مغرب محمد السادس الذي لن يكون بمقدور أحد أن يعيد فيه عقارب الساعة إلى الوراء .

قد يكون البعض مخطئا بأن المغرب سيبقى على الشكل التالي مؤسسات منتخبة تنخر الميزانيات وتأكل في الحصاد والخريف ، الفرق سيتوضح من خلال اختزال 16 جهة إلى 12″ إماما “سيقودون جهات كبرى بحجم دول ، واختيار رئيس جهة من حجم مراكش أسفي “عملة الجهات الأخرى لن يكون من العبث ترك اختياراته للسياسيين بالصدفة ليستولي من هب وذب على إمكانات دولة لوحده ينقصه فيها “الجيش ” فقط .

الاختيار ستبنيه الدولة على الولاء ، وعلى النظافة ، وعلى “العقل ” المدبر للجهة كي تنهض وكي لا يعود المغرب خائبا بتفتيت الجهات إلى أصلها أكثر حينما يغلب الفقر والهشاشة هنا وهناك. وتتكدر الأجواء والسلم الأهلي يقوض بيد الرجال” الفاسدين ” ، رئيس الجهة المستقبلي سيكون آمرا بالصرف . أي صاحب الصندوق “الأسود ” والآمر والناهي بالمال وبكل شيء. ولا يمكن أن يوضع الصندوق “لكحل ” في أيادي من كان من السياسيين .

وبالعودة إلى حميد نرجس ، فقد كان للرجل ظهور متميز حاربه فيه الكثيرون ، سوى لصرامته ولمستواه المعرفي العلمي الكبير . قيل لنا من بعض من يعرفونه أن الرجل كان يوما سيصبح من كبار نواب المدير العام للبنك الدولي معلومة استقيناها ولا نعلم صحتها . المهم حتى وإن كانت خاطئة فالذين يحبونه رأواه حلما في أكبر المناصب الدولية ، وهناك معلومة بالغة الأهمية أن “عالم ” معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة قد خضع لتداريب مكتفة عن “الجهوية ” في أمريكا قبل سنوات ، وأن الدولة تعد رقمها في جهة مراكش لاعتبارات “نوستالجية ” تاريخية قريبة من مهبط الهمة ومن مهبطه هو. ومن قبيلة الرحامنة المتاخمة للحوز المشتركة معه في كل شيء من أجل أن ينجح مشروع الجهة هنا والآن على رأي “هايديغر ” .

image

وكيل لائحة أم طيف من الأخبار الغير الصادقة ؟

شاعت مؤخرا أخبار بأن لائحة “الأحرار ” سيكون حميد نرجس وكيلها بمقاطعة “المنارة ” وبعدها صرح عبد العزيز البينين المنسق الجهوي لحزب الحمامة بأن الأمر لا يعدو كونه إشاعة . والحقيقة التي تغيب عن الأذهان ومن خلال التحليل البسيط أن حميد نرجس في الجهة اليوم وغدا لاعتبارات أن تاريخ الحسم في الانتخابات الجماعية والجهوية هو نفس يوم الرابع من شهر شتنبر .

يذكر البعض ممن التقايناهم زمن مغادرته معترك السياسة أنه اتسم بالقوة في اتخاذ القرارات. وبالتعامل بطريقة جعلت من منتخبي مراكش ومن العمدة فاطمة الزهراء وآخرين يشعرون بأن حميد نرجس “متفرد ” ولا يكاد يشاركهم انشغالاته ، والحقيقة الأخرى والثابتة أن قوة تبصر هذا الأخير وميولاته العلمية التطبيقية جعلت الجميع من “شياشي” الجهة يتمنون رحيله ، بعضهم اعتبره رحمة بالنسبة للرحامنة حينما وبضربة واحدة تمت تغطية أكثر من 300 دوار بالإنارة وتهيئة مشاريع الربط الطرقي ولكن لم يتمكن القدر من الاستعانة بالقضاء كي يدوم نرجس إلى النهاية لينتهي الربط الذي توقف فور مغادرته . عموما يبقى امتحان الجهة في مراكش أسفي باكورة نتائج البحث المتشعبة في الدوائر العليا “للمغرب المشرق” . وصيف مراكش سيغني عن الأسئلة حينما يكون نرجس وهو أغلب الظن رئيسا للجهة الذي يعتبره البعض مجرد زائر لمدينة يسكنها فقط .

image

من عبد السلام الباكوري الأمين الجهوي للجرار إلى ” حزب عبد السلام” هو كذلك بمراكش كتيف ؟

لم تترك الصحافة بالرحامنة خبرا بخصوص هذا ” البيلدوزر “السياسي إلا وكتبته بخصوصه ، حتى لقبوه في تعاطيه مع الآخرين من خلال إفراغ محتويات الجماعات الترابية بالجنوب الرحماني ، وتقديم البعض عن الأخرين في انتخابات الغرف. ومنح التزكيات هنا وهناك لأهله وبني عمومته. وسحقه لتاريخ مجيد للرحامنة الجنوبية على يديه بكل من رأس العين و جماعة الطلوح وجماعة لمحرة ومهبط الرحامنة الجنوبية سيدي بوعثمان . وإنصافا للرجل فإنه قد يكون لعب دورا كبيرا في بقاء واستماتة حزب الجرار بالمدينة الحمراء مع منافسين أشداء. لولا هو لكانت اليوم عمدة المدينة وراء دائرة الموت “مراكش المدينة ” ، عبد السلام ومن مقربيه يعترفون بكونه مارس دور صمام الأمان للجالسة على كرسي العمودية بمراكش في دورات الحساب الإداري التي لولا هذا الأخير لكان ما كان . ككل مرة بفضل علاقاته المتشعبة وتاريخه ” العجيب ” في مضمار السياسة الذي لا تكفي فيه الأموال وحدها كي يكون للفرد إسما . ترى هل تاريخ عبد السلام كله ايجابي في السياسة وبالرحامنة عموما كي ينتقل إلى تجريب نفسه وكيلا للائحة حزب الجرار عن مقاطعة “كليز” ؟ هل يمكنه الفوز هناك ؟ كيف وبماذا ؟ وهل سيترك “لعروبية ” برأي المراكشيين إلى غيره ؟ أم أن حظوظه الضئيلة وخوفه من ” الفضيحة ” جعله يغامر حتى ولو هزم في المدينة الحمراء والتي قد يعفى على الأقل فيها من سؤال لماذا الهزيمة بمراكش يا باكوري ؟ في الحين لو هزم في داره براس العين التي يجمع القوم على أنهم ليسوا معه هذا العام من منطلق ” باركا ” كما يروج فستكون الفضيحة .

هل يعني هبوطه المظلي إلى مراكش بمستوى أمين جهوي يدخل تحت ” الأوامر ” والهواتف في تشكيلة لملعب السياسة بالمدينة الحمراء التي يوجد رهط ” العدالة والتنمية ” المتجسد في المحامي بن سليمان وعصبته التي تريد الانقضاض على عمودية مراكش بكل ما أوتي أهل هذا الحزب من قوة وحنكة . وقوة العدالة والتنمية لا يمكن أن يعلمها أحد غير الله.

هل عبد السلام هناك من أجل أن لا تشعر فاطمة الزهراء بكونها الوحيدة بين عبد العزيز البنين عن الأحرار وبن سليمان عن العدالة والتنمية وآخرين ممن كانوا يوما نوابها ولم يعد يعجبهم لعب دور “النيابة “. بل يطمحون لتجريب منصب ” العمدة” في مدينة لا يمكن للجرار أن يتركها لغيره حتى “للأحرار” من حلفائه . عبد السلام قد يكون بما يفيد يطبق الأوامر بحد افرها كي تعود فاطمة الزهراء إلى كرسي “قصر العمودية ” بالمدينة الحمراء بلا خوف ولا هم يحزنون .

imageimage

فاطمة الزهراء المنصوري عمدة المدينة الحمراء في دائرة الموت وعلاقتها القادمة بحميد نرجس رئيسا على الجهة وعلاقتها بالساكنة ونتائج الشفافية هل تكفي ؟

قبل السؤال عن طموحات عمدة المدينة الحالية فاطمة الزهراء المنصوري ، وقبل الغوص في معركتها القادمة في دائرة خطيرة ،وقبل الحديث عمن سيملئون معها نفس الفضاء أو يتقاسمونه معها في “مراكش المدينة “. قبل كل هذا ماهو تقييم الساكنة بالمدينة الحمراء الذين عاشوا تجربة مريرة بالنسبة لهم مع العمدة المنتهي عصره “الجازولي ” ؟ هل استطاعت المنصوري تجاوز الصعوبات ؟ وماذا حققت على مستوى المكتسبات الجماعتية ؟ والسؤال الجوهري لماذا استقال نوابها في تركيبة المجلس الجماعي تباعا ؟ ولماذا كانت علاقتها متدهورة برئيس الجهة حميد نرجس يومها ؟ وكيف السبيل إلى الفوز مرة أخرى بالرهان على “خطاب الأزقة ” الذي سيكون المراكشيون مهيئون لإيجاد أسئلة محرجة بالنسبة للسيدة التي لا تزال مكبرات الصوت وأشرطة الفيديو على “اليوتوب ” حاضرة حينما كانت تطرق الأبواب بطولها الفارع وتشجع الناس على الخروج للإدلاء بأصواتهم وأن زمن “الحكرة ” قد انتهى وزمن المحسوبية والزبونية قد انتهيا كذلك ؟ هذا في الحين الذي توجد العشرات من الملفات المعروضة على القضاء والتي بعضها تسكنه روح العمدة أحينا ، كيف ستعيد الكرة مرة أخرى بنظافة اليد التي بدأت بها ومارستها واشترطت في مجلسها صرامة مست بالأخضر واليابس في المقام الأول مدينة لا يزال الجميع فيها يعيش النشوة على أسلوب “الجعبة ” الذي استخدمه “زهامرة ” السياحة منذ عصور ولا يزالون.

عن أيام بريس

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،