اعتراف رمزي من وزارة التعليم واكاديمية مراكش بالراحل محمد الوفا

اعتراف رمزي من وزارة التعليم واكاديمية مراكش بالراحل محمد الوفا

محمد تكناوي 

في بادرة تحمل كل معاني الوفاء والاعتراف و تروم تلقيح الوعي المشترك بعناصر الثراء داخل الهوية التربوية والثقافية لمدينة مراكش بين الأمس واليوم، وفي خطوة يستشف منها تعليم الاجيال الاخلاص للذاكرة والتاريخ الذي تنتمي اليه، وتكريس الاعتزاز بالهوية وبالثوابث والرموز الوطنية التي تركت بصمات ايجابية لا يمكن القفز عليها في سبيل رقي ورفعة الوطن، في خضم هذه المساقات وعلى هامش اللقاء التنسيقي الذي احتضنته ولاية مراكش للوقوف على مستوى تنزيل مشاريع اجراة مقتضيات القانون الاطار 51.17، اشرف سعيد امزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي مرفوقا بمدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي بعد زوال يوم امس الجمعة 26 مارس 2021، وبحضور مكثف للعديد من الفاعلين التربويين والجمعويين والاعلاميين على اطلاق اسم الراحل محمد الوفا وزير التربية الوطنية الاسبق والقيادي الاستقلالي السابق على مؤسسة تعليمية متواجدة بعمق المدينة العتيقة.
اعتماد تسمية هذه المؤسسة شكلت لحظة متفردة و تكريم مستحق لشخصية بصمت المشهد التربوي والتعليمي المغربي وحظيت بمكانة كبيرة في قلوب المغاربة؛ الراحل محمد الوفا هو أيضا احد ايقونات الشأن المحلي بمدينة مراكش في ارهاصاته الاولى ووجه سياسي وديبلوماسي طبع تاريخ المغرب المعاصر بأدواره المتعددة وطنيا ودوليا، واطلاق اسمه على مؤسسة تعليمية هو اعتراف رمزي بهذه الذاكرة الوطنية الأصيلة، وبجيل كامل من الذين ساهموا في خلق أجيال جديدة مازالت تحمل المشعل الفعال في صياغة الامل بالمستقبل المشرق .
ان المدرسة المغربية وهي تتشرف بحمل اسم قامة وطنية كبيرة من طينة وحجم المرحوم محمد الوفا تقف بالقوة وبالفعل في مقدمة المؤسسات الوطنية التي ينبغي ان تمتد جسور التواصل مع ذاكرتها الوطنية وشخصياتها المغربية، هي تسعى باستمرار ايضا الى ربط الوشائج المتينة بين ما يمثله المغاربة من قيم ومبادئ وتاريخ اصيل ومتأصل وما يحملونه في نفوسهم على المستوى الاجتماعي والثقافي من احترام وتقدير لنساءهم ورجالاتهم ممن كان لهم الفضل في تأسيس البنيات الاولى للمواطنة المغربية الحقة وغرس في الناشئة الفرح بالحياة الجماعية وبالانتماء.
ان اطلاق اسم الراحل محمد الوفا على مؤسسة تعليمية بمسقط راسه وروحه بمراكش والظرفية التي اكتنفته خلفت سيل كبير من ردود الفعل ومن الترحيب الواسع من لدن الاطياف السياسية والفكرية والتربوية بمدينة مراكش بالنظر الى الرسالة الرمزية والاخلاقية والحضارية التي يختزلها مثل اسم الراحل محمد الوفا حين يقترن ذكرها بمؤسسات تعليمية.
محمد الوفا الذي سيضل خالدا في وجدان نساء ورجال التعليم الذين بادلوه الحب بالوفاء هذا الرجل بلكنته المراكشية المتميزة الذي حرك مياه راكدة لم يجرؤ احد قبله على الاقتراب منها ومجابهة ملفات حساسة بكل جرأة ومسؤولية هذه الاعمال والقيم والمبادئ والفضائل السامية التي امن بها ودافع عنها بحس وطني رفيع، سيبقى اشعاعها وصدقيتها حاضرة في قلوب كل الناشئة وفي قلوب المغاربة الذين احبو هذا الرجل.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،