سبعة رجال مراكش ضمن المصادر الدفينة لتاريخ المغرب 

سبعة رجال مراكش ضمن المصادر الدفينة لتاريخ المغرب 

عبد الرحيم الضاقية

في إطار مشروع «مراكشيات» الهادف إلى إعادة إحياء التراث الثقافي المراكشي أصدرت مؤسسة آفاق للدراسات والنشر كتابا جديدا يحمل عنوان ” سبعة رجال مراكش” للكاتب هنري دوكاستري H. De Castries ( 1850 – 1927 ) . ويعد المؤلف من الضباط العسكريين الذين جابوا المغرب قبل فرض الحماية عليه ، حيث زار المناطق الشرقية للمغرب في العقد الثامن من القرن 19فحل بفيكيك  ودرعة والصويرة وجبال الريف ، وانتقل  إلى  فاس حيث استقبل من طرف السلطان الحسن الأول ومر في طريقه من سهول الشاوية والحوز وزار مدينة الدارالبيضاء . لكن اندلاع الحرب العالمية الأولى جعله يلتحق بجبهة الحرب بأوربا  .وقد اشتهر بعمل تاريخي جبار تمثل في  جمع الوثائق المرتبطة بالمغرب من أرشيف الدول الأوربية في إطار مشروع ضخم سمي ” المصادر الدفينة لتاريخ المغرب ” وتعرف اختصار عند معظم الباحثين ب S.I.H.M  وهي تعتبر من المجاميع الوثائقية المهمة في كتابة التاريخ المغربي حيث استمر إصدار مجلداتها  الأربعة عشر حتى بعد وفاة المؤلف . ويعد الكتاب الذي بين أيدينا جزء من هذه المصادر حيث قام بنشره في مجلة هيسبيريس المتخصصة في الدراسات التاريخية . وقد استهله بدراسة عن الأولياء في الإسلام وربط بين السبعة رجال رجراجة الذين يحكى أنهم زارو الرسول (ص) ، ثم  انتقل إلى تقديم سيرة كل من الرجال السبعة : القاضي عياض – الإمام السهيلي – سيدي يوسف بن علي – أبو العباس السبتي – محمد بن سليمان الجزولي – عبد العزيز التباع – عبد الله بن عجال الغزواني . وفتح  المؤلف الكتاب على موضوعة  طقس الزيارة أو الطواف من خلال زيارة أضرحة هؤلاء السبعة عبر ممر معروف على مر التاريخ ينطلق من جنوب شرق المدينة عند باب أغمات لينتهي في جنوبها الغربي عند باب الرب عند دفين المكان ألإمام السهيلي . وقسم هذه الزيارة إلى سبع مقامات حصص كل مقام لأحد الرجال السبعة مع حديث عن الأمكنة المحيطة بالضريح من حومات ومعالم . وفي هذا الطواف عدد من الإيحاءات الدينية والأنتروبولوجية الغنية على مستوى البحث التاريخي وعلاقة ذلك بأحداث المدينة الحمراء وتاريخ المغرب عموما . وقد عزز الكتاب بعدد من الصور الأرشيفية وخرائط للممرات المساراتية المأخوذة من المصادر القديمة والتي من المرجح أن يكون المؤلف من وضعها .وفي تقديمه للكتاب أثنى الباحث د. حسن جلاب على القيمة العلمية لمقالة دوكاستري وأهميتها في إثارة قضايا خلافية في تاريخ المغرب مثل زيارة الأضرحة والعلاقات بين طواف رجراجة وطواف الرجال السبعة ، كما قام بتدقيق العديد من القضايا التي أثارها المؤلف . ويقع الكتب في 119 صفحة من القطع المتوسط ترجمه ترجمة رصينة  ذ. محمد الزكراوي  الذي بدل مجهودا محمودا في تدقيق العديد من الهوامش والملاحظات التي تحيل على مراجع أخرى من أجل مزيد من شبك الأحداث وبناء الوقائع التاريخية.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،