هل لازال بيننا من لا يفهم لماذا لا تتدخل تركيا ؟

هل لازال بيننا من لا يفهم لماذا لا تتدخل تركيا ؟

- ‎فيرأي
316
6

داعش1

تعددت الأسباب والنتيجة واحدة. يقتل العرب والأكراد في فتنة أشعلت من حيث لم يحتسب الكثيرين من السدج السياسيين ولمقاصد أصبحت أوضح من النهار لما يتم احتلال مدينة كوباني على مرءاً ومرمىً من جيش تركيا الجرار والذي كان بإمكانه ليس فقط أن يصد الهجوم عليها بل أن يسحق الهاجم الذي يحق فيه الحد شرعاً. سقطت قنابل على الأرض التركية والدولة التي استصدرت إذن برلمانها للتدخل العسكري لم تحرك ساكناً بل وتمنع بشدة على المتطوعين أن يتجاوزوا حدودها ويدخلوا سوريا للدفاع عن بلدتهم ولحمل الدعم الإنساني لسكانها.

لا أريد أن أصدق ما قاله لي أحدهم مذكرني بتعليق مفاده بأن تركيا لا تُتْرك وإن تَركت وأنها قد تكون على عهد ثأر من العرب والأكراد حان وقت قطف رقابه وجني ثماره، فلسنا نعرف أي أخ تنصر تركيا ظالماً أو مظلوماً. نعرف طبعاً عداء تركيا لسوريا ونظامها، نعرف أنها حاولت دعم المتمردين على الأسد بما فيهم داعش في بدايتها وقبل أن تتحول إلى خلافة تنافسها في مشروعها الهيمني، نعرف كذلك أن أطماع تركيا في التحكم في الشرق الأوسط وريادة العرب والمسلمين لإحياء خلافة ضاعت منها كانت حلماً كبيراً جداً يراوضها لما رأت أن الخلافات بين العرب ومسلمي المنطقة أوصلتهم للتقاتل والتفتت. نعرف أن كل هذه البرامج فشلت وأن حسابات تركيا خابت، لكننا لا نعرف كيف تفضل أن تكون شاهدة على مجزرة خطيرة يذهب ضحيتها أبرياء وتضيع فيها أراضي يستولي عليها حكم اجتمع العالم كله على أنه متسلط جائر متعلق بثقافة عائدة من عقول غابرة توظف ديناً هو أبعد كل البعد مما تدعي وبريء كل البراءة مما ترتكب.

كل ما حققته تركيا بموقفها هو زيادة تكالب أعداء الإسلام والمسلمين عليهم إذ أعطت لأعدائهم حجة أن كل المسلمين بِمَا فيهم أصدقاء الغرب الأقربين ومن يدعون الاعتدال والوسطية لا يعدوا أن يكونوا متطرفين وجهلة ومحبي العنف كلهم كراهية للغرب والديانات الأخرى. هذا ما يستفاد من نقاشات كثيرة تدور حاليا على الهواء في محطات إداعات وتلفزات الغرب التي وجدت فرصة مؤاتية في ما تقوم به داعش من جهة ومن مواقف تركيا والدول العربية والإسلامية التي لا تنخرط في محاربتها والتي لم يجرء بعضها حتى على استنكار ما تقترفه. تجتر هذه المحطات والنشرات كذالك معلومات تأكد بها ما تذهب إليه تدعي أنها إحصائيات تفيد أن أغلبية العرب والمسلمين يؤيدون داعش وما تقوم به ويدعمون مشروعها ولا يستنكرون ذبحها للمسيحيين الذين تختطف. هذا ما جاءت به إحدى أكثر المحطات مشاهدة وتأثيراً في الولايات المتحدة وما يروج له أعلام من ميادين الفن والسياسة ذوي الدور في صناعة الرأي والمواقف وإذكاء الإحساسات في أمريكا والغرب عامة.

إن تركيا وحكومتها تعرف كل هذا كما أن حكامها من الخبرة والتجربة والدهاء بدرجة أن لا يفوتهم ما ينتج عن موقفهم هذا كما يعرفون أن التدخل العسكري بعد فوات الأوان تكون له عواقب أخطر حيث أنه لا شيء أكره من حرب المدن وأزقتها … فلماذا يتأخرون على التدخل إلا أن يكونوا على اتفاق أو عهد لا يعلم خباياه إلا الله مع من يعتقد العالم أنه عدو لهم أو أن يكون لهم دور في التوزيع الغربي في هذه الحرب لن تشرع في تنفيذه إلا بعد الانتهاء من مهام أخرى لا نتصورها بعد ونكره أن نتبع فيها أي وسواس خناس يوسوس في صدور الكثيرين منا …

عبد اللطيف زكي

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،