عبد اللطيف الزغادي مدير المستشفى الإقليمي محمد السادس بتحناوت يكتب: احتيال النقابات

عبد اللطيف الزغادي مدير المستشفى الإقليمي محمد السادس بتحناوت يكتب: احتيال النقابات

- ‎فيرأي, في الواجهة
226
6
 عبد اللطيف الزغادي مدير المستشفى الإقليمي محمد السادس بتحناوت

احتيال النقابات :
لم أكن أتوقع أن تحتال نقابة اختارت اسما تتمتع بالاستقلالية وكونت اتحادا نقابيا بالمغرب ، على فئات عديدة من موظفي قطاع الصحة مستغلة ظروف جائحة ” كوفيد -19 ” مكنتها من التواصل عبر العوالم الافتراضية والتي تعتمد على النقر والنشر.
استغربت كيف وبسرعة البرق استطاع الممرضون والممرضات وتقني الصحة تأسيس نقابة مستقلة لهم دون عقد الجموعات والمؤتمرات التأسيسية حضوريا ، وكيف تتم التعبئة عبر الواتساب وإنزال قوانين أساسية وليست مشاريع قوانين والتفنن في نقش ” لوغو ” هذه النقابات وفي وقت قياسي ومستعملة لغات رسمية وفرنسية بدقة تبرز مهارة الصانع النقابي المحتال. فهل أصبحت في زمن كورونا أيضا تعقد الجموعات العامة عبر تقنية ” visioconférence ” أو “Audioconférence ” لنقابات تريد أن ترى النور.
كيف استطاعت هده النقابة التي وصفت نفسها بالمستقلة وعملت على ضم اتحادات أن ترى النور لتتربع على كرسي الترافع والدفاع عن الطبقة الشغيلة ؟ وكيف سمحت لنفسها استغلال وسائل التواصل الاجتماعي باستعمال سماسرة لها للنصب على شريحة تجندت لمحاربة كورونا لتوهمهم بتأسيس نقابة مستقلة لكل فئة من أجل تحقيق مطالب عجزت النقابات الترافع عنها مستغلة التهميش لفئات عريضة من أطر وأعوان الصحة ؟
لقد استضافني زميل لولوج مجموعة الواتساب بجهة مراكش – آسفي تعنى بتأسيس نقابة مستقلة لإداريي الصحة ، أعجبت بالفكرة كون الأمر يتطابق مع النقابة المستقلة للأطباء ولمشروع النقابة المستقلة لهيئة الممرضين وتقنيي الصحة ، لكن سرعان ما اكتشفت أنه وبسرعة البرق تمت المصادقة على القانون الأساسي وتم اختيار الاسم ورمز النقابة وهي مستعدة حالا لرفع المطالب إلى السيد وزير الصحة.
الإخوان ، كل شيء ممكن في زمن ” كورونا ” لكن عندما استفسرت عبر نقاش بالمجموعة تبين لي ليس مشروع تأسيس نقابة مستقلة بل مشروع تبني ” المكتب الوطني للنقابة المستقلة لقطاعات الصحة ، عضو اتحاد النقابات المستقلة بالمغرب ” لنقابات مستقلة فئوية تؤسس عبر الواتساب والفايسبوك وتقدم لها تزكيات من الأم لفراخها، وهذه الفراخ تعتقد أنها خرجت من رحم مستقل لأم بيولوجية وليست بالتبني.
يقول المثل المغربي ” الطماع يقضي عليه الكذاب ” فطمع هذه الفئات الهشة فكريا في تحقيق مطالبها بكل استقلالية ، جعلتها في قبضة نقابيون محتالون كذبوا عليهم باسم الاستقلالية لاحتضانهم واستغلالهم كما وكيفا. اللهم ارفع عنا هذا الوباء واحمينا ممن يستغل هذا الداء، آمين .

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،