تسمية ساحة جامع لفنا أصلها جائحة

 تسمية ساحة جامع لفنا أصلها جائحة

- ‎فيرأي
511
6

محمد النواية

ساحة جامع لفنا فضاء فريد للثقافة الشعبية وملتقى أشكال الترفيه الشفهي والغنائي والموسيقي الذي قلما جدب اهتمام أصحاب القلم . فالكتابات التي تناولت الساحة تبقى متناثرة ومشتتة عبر أكتر من ثمانية قرون من الوجود الحافل بالأنشطة والمهام المتعددة التي كانت تقام بهذه الساحة . وقد لجأ المؤرخون والمهتمون بالبحت عن أصل تسمية جامع لفنا إلى كثير من الروايات التاريخية المسموعة والمكتوبة منهم من رجح الصحيح منها أو الموثق اعتمادا على نصوص ؛كل حسب اجتهاده وتنقيبه في هذا المصدر أو ذاك .

من القصاصات التي تم حصادها حول التسمية نقف عند جامع ألفِناء بكسر الفاء أي “جامع الساحة “؛لا يمكننا الأخذ بهذه التسمية لأننا لا نجد  أثر لمسجد بالساحة وبفتح الفاء تصبح التسمية “جامع ألفَناء” فتصبح الدلالة “الموت”،وهذا ما جاءت به إحدى القصاصات التي تفيد بأن الساحة كانت مكانا لتنفيذ أحكامالإعدام .

وهذا يبدو بعيدا عن الحقيقة لأن على طول هذه الأزمنة اشتهرت الساحة بالتعبير عن الحياة والترفيه لا عن الموت .

في بحت الأستاذ والمؤرخ حميد التريكي حول أصل التسمية يورد بأن هناك نص تاريخي يذكر حقيقة جامع غير مكتمل ويؤكد أن الأشغال المتعلقة بهذا المسجد ترجع إلى بداية القرن السابع عشر ، النص هو لكاتب ومؤرخ سوداني يؤكد أن المسجد لم يكتمل من طرف السلطان السعدي المنصور بسبب الاضطرابات المتتالية جراء جائحة الطاعون التي بدأت مع نهاية القرن السادس عشر والتي كان السلطان المنصور من بين ضحاياها .

تبقى هذه الشهادة يتيمة وغير معززة لو لم تأتي أخرى أكتر إلحاحا وفي نفس الوقت قريبة من الحدث لتعزز الأولى ، يتعلق الأمر بالبرتغالي

Antonio Saldanha 1578-1603 »  ”  القريب من قصر المنصور ومن موقعه هذا ستكون شهادته من موقع الحدث من خلال النص المكتوب والمترجم إلى الفرنسية من طرف Antonio DIAS Farinha  سنة 1997 :  “توجه السلطان المنصور الى مدخل رياض الزيتون القريب من الساحة حيت المكان الذي سيبنى فيه الجامع ليضع فيه الحجر  الأساسي وكانت الاستعدادات قائمة وكل مواد البناء متوفرة بكثرة ؛الموقع كان مربعا من 500 قدم للضلع وعرض جدرانه 40 شبر وأكثر من 8000 شخص بين معلمين ومساعدين اشتغلوا بلا انقطاع والجدران لم يزيدوا علوا منذ سنتين عن ثمانية شبرا ؛لكن بدخول مولاي الناصر ببربرية توقف البناء “. وهكذا معلمة الجامع التي كانت على أهميتها  وقربها من الساحة صارت خرابا بسبب تفشي وباء الطاعون لمدة لا تقل عن تسع سنوات وبذلك ساهمت الجائحة في ترسيخ أصل تسمية “جامع ألفَناء وحُلٌ بذلك اللٌغز .

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،