أتمنى صادقا.. حُصولَ ذلك.. آسْدي حْمّادي!

أتمنى صادقا.. حُصولَ ذلك.. آسْدي حْمّادي!

- ‎فيرأي
181
6
*حسن إدوعزيز
– “سِّي حسن.. إِيزْدْ آراوْنْ تْخْلّاصْنْ، كْنٍينْ لْمُعَلِّمينْ، فْ كْرا يْگاتْ إِيخْفْ؟!”
( “سي حسن.. واش كايخلصوكوم، نتوما المعلمين، على كل راس؟!)
– أُورْ فْهيمْغْ ياتْ آ سْدي حْمّادي.. ما تْريتْ أَتِنيتْ؟”
(ما فهمت والو آسي حمّادي.. آش بغيتي تگول؟)
– “إِيسْكا نّيغْ زعما.. إِيزْدْ آراوْنْ إِيتْخْلّاصْ لْمَخْزْنْ فْكْرا أيْگاتْ  أوفْروخْ نّا تْقّيدْمْ سْ لْمْدَرْسْتْ كُودْ آسْگّاسْ؟!”
(غي گلت زعما.. واش كايخلصكم المخزن على كل دري جديد سجلتوه فالمدرسة كل عام؟!)
– “ماغْ مازٍا يْكْ إيبايْنْ آسْدي حْمّادي.. مَا فَادَا نْكّاتْ تَامّارا يادْ.. آرْ ديكْ نْ تْسوتولْ إيدورانْ؟!”
(وعلاه آش بان ليك آسي حمّادي.. وعلاش حنا دابا مكرفسين هاكا.. وكاندورو معك فالدواور..!!)
– “غايانْ نيتْ أسْ نّيغ دْ إيخْفْ إينو.. آ يْبارْكْ ربّي.. أورا تْزْرايمْ كْرا يْگاتْ تيگْمٍي.. آرْدْ كولّو تْقيّْدْمْ إِفْرْخانْ.. وَانّا يْلْكَمْنْ.. وَلا وانّا أُوريلْكيمْنْ فْ تْغْري.. أَبوهُومْ تيفْرْخينْ!”
(داكشي نيت اللي گلت مع راسي..تبارك الله.. ماكاتفوتو حتى دار.. حتى كاتسجلو اللي واصلين واللي ما واصلينش عل القراية.. بالخصوص الدريات !)
– “إِيوا هاتي ْلمْخْزنْ آتْگيتْ غّيدْ آسْدي حمّادي.. هاتْ تْسَّنْتْ إًيسْ أُورايتْلْعابْ لْمْخْزَنْ.. إِيخْصّا أَدْ غَرْنْ إِيفْرْخانْ.. والا تِيفْرْخِينْ!”
(إيوا راك نتا كاتمثل المخزن هنا آسي حْمّادي.. وراك عارف المخزن ما كايلعبش.. خاص يقراو گاع الدراري.. بنات وأولاد)
لم أدر كيف حضرني اليومَ هذا الحوار الذي يعود لمساء يوم من أيام شهر آيار/ماي سنة 2000، والذي دار بيني وبين أحد “الشيوخ” (أمغار) هناك بإحدى الدواوير النائية بعمق الأطلس الكبير الأوسط، حيث عَمَّقَ حيف نسيان التاريخ مأساة عزلة الجغرافيا.
كان السياق سياق نهاية الموسم الدراسي 1999/2000، وكانت سلطة الواجب تقتضي مساهمتنا، كمعلمين، قدر الامكان في عملية تعميم التعليم بالمنطقة، من خلال المبادرة بالبحث عن المتعلمات والمتعلمين في سن التمدرس برسم الموسم الدراسي الموالي 2000/2001، في ظل وسط اجتماعي هش ومنغلق، تسوده الأمية، ويغلب هم توفير المعيش اليومي لساكنته على باقي الاهتمامات الأخرى، حيث لم يستوعب الناس بَعْدُ أهمية تمدرس أبنائهم.. وبناتهم..
وأنا أتذكر هذا الحوار اليوم مع عَوْنِ السلطة ذاك، والذي أبلى البلاء الحسن صراحة في مساعدتنا على إنجاح مهامنا…، ابتسمت هنيهة مسترجعا شريطا من ذكرياتي الجميلة والمؤلمة في تلك البقاع التي توقف فيها الزمن عند بقايا صور “مارمول” و”الوزّان”.. ولُمْتُ نفسي، في الحقيقة، لِما سايرت  الرجل في تمثله البسيط حول عمل المعلم.. في علاقته بالمتعلمين وبالدولة… لكن سرعان ما وجدت لي عذرا، لاستحالة فهمه ما كان عليَّ أن أصحح به معتقده الراسخ من شروحات حول تعميم التعلم وإلزاميته، وحول تمدرس الفتاة، وحول التعليم كقاطرة التنمية.. وما إليه. لكنني في الوقت نفسه شعرت بنوع من الأسى العميق، وأنا أتذكر صديقي “سْدي حْمّادي”، الرجل الطيب، وعشيرته في هذه الفترة الحرجة، في زمن “الجائحة”..، بل وكل ساكنة المغرب العميق، عندما تصلهم الأخبار الطارئة بأنهم مطالبون بتسجيل أبنائهم بأنفسهم مباشرة على الموقع الرسمي للوزارة، انطلاقا من أكواخهم البسيطة، عبر الشبكة العنكبوتية.. في هذا الموسم الاستثنائي.. لأُتساءل: هل بالفعل تغيرت أحوالهم..، وهل أصبح الأمر بإمكانهم؟.. وأجيب في قرارة نفسي: أتمنى
صادقا.. حُصول ذلك.. آسْدي حْمّادي!
*أستاذ

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،