حكاية لقمان الفايسبوكي…!

حكاية لقمان الفايسبوكي…!

- ‎فيرأي
1920
6

 

image

عماد الفيزازي

يحكى أن لقمان الحكيم، وجد إبنه البار ذات يوم يتجول في دوار التيه جماعة اولاد لأزرق/ قبيلة بني الفايس بوك. فظل يتعقبه عله يلتمس حكمة عند الأهالي بعد أن طارت شهرتهم في الآفاق، و وصل صيتهم جزيرة الواقواق.
و يحكى أنه في دوار “فيل داكتيالطي” مر برباعة من الحكماء و الخبراء و الفهايمية… يناقشون كل شئ و بمحاذاتهم أكياس من الحلول الجاهزة الصالحة لأي معضلة… أقرأهم لقمان السلام، فلم يرد عليه سلامه إلا الصدى…خالهم في البدء عجما، إلى أن علم أنهم من الأعراب كانوا منشغلين، في رحبة الفوتوشوب، بكتابة بعض الترهات، يوثقونها فوق صورهم المسنطحة لتخليدها في صف حكم العباقرة و الأقوال المأثورة.
بينما كان إبنه الفذ حينئذ، منشغلا بجمجمة صور فاتنات يضحكن ضحكات مصطنعة لتسير على هدي “السلفي” الصالح، و كذا لاصطياد رجل تائه مقلوبة عليه القفة من عهد ياهو و الإميسين.
في سوق عكاظ لمح لقمان خيمة الشوعاراء و الشواعر.. يتغازلون و يتناكتون بقشاشب واااسعة، و بلادة شااااسعة. و كان رهط من الغاوين الجماجمة يتبعونهم هائمين إلى أن أدركوا أوديتهم الحارة.
في الطريق ادعى بعضهم زيفا و بهتانا أنه “أشعر” من امرئ القيس و محمود درويش..بل إحداهن طرطقت علكة حتى خالها جلاس الخيمة المقابلة دوي قنبولة “داعشية”.و نفشت شعكوكتها صارخة:
_و الله الخنساء يماها ما “أشعر”مني أنا هادي قرن و زمارة و أنا كنربي فهاد شعكاكة ع باش نكون شاااااعيييرة ذات قريحة مزغبة مخلدة في صالونات العرب و العجم.
قهقهت صويحباتها الكرايزيات المشعرات حتى أصاب العطب زر “H” في الكلافيي…
لكن دهشة لقمان كانت أكبر و هو يلحظ بعض الغلمان، يتسولون الجيمات لدعم إسم الجلالة “الله” و جعل صفحة النبي الكريم ‘محمد’ الأولى إنترناشيونال…مرة مرغبين بتحفيزات مغرية من الحسنات و الناقات لكل جيم، و مرة مرهبين بأنه ما منع الفسابكة عن الجمجمة إلا الشيطان أبو القرون الشنيع.نعلة الله عليهم صبا صبا ….!
فيما استحسن بعض الصبية الذين احترفوا الدعاء لأمهات الجماجمة بالحج و دخول الجنة …
تعجب لقمان من برهم بأمهاتهم الذي فاق ما وعظ به إبنه و من حكمتهم التي فاقت حكمته… تاه لقمان المسكين و لم يدر ما هو فاعل، بحث عبثا في جيبه عن قطعة حشيش أو حبة أسبرين يردع بها صداع رأسه، لكن دون جدوى، داعب لحيته، فتذكر فجأة أنه قد مر خطأ بإحدى صفحات المشرملين في طريقه إلى بلعجول….!
أراد أن يدردش مع شيخ القبيلة الأزرق “مارك” ليستفسره عما رآه، إلا أن أحد الهياكرة أرسل إليه رابط أغنية ل”سينا” فقفز من مكانه و هو يردد “إن أنكر الأصوات لصوت سينا” . …
يقول الراوي: استعاذ لقمان حينها بالله من ذاك العجب، و شعر بالغلب، ففكر بالهرب، و لوح لإبنه التعب:
_يا بني، لا تبرح هذا المكان أبدا، إن الدخول إلى الفايس إفلاس، و التجول فيه لظلم عظيم للناس…فاقصد في مشيك إلى المريخ يا بوراس….!
و لما أدرك لقمان الصباح، لم يعد الويفي متاح…

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،