مناعة القطيع: “نظرية جديدة/خطيرة للتعامل مع فيروس كورونا المستجد”

مناعة القطيع: “نظرية جديدة/خطيرة للتعامل مع فيروس كورونا المستجد”

- ‎فيفي الواجهة
119
6

بقلم / حسن ندير

 

شهدت الأيام الماضية حديثًا موسعًا في المملكة المتحدة حول نظرية جديدة للتعامل مع فيروس كورونا المستجد، تسمى بنظرية “مناعة القطيع”، أو “المناعة الجماعية”، وهي تعتمد على ترك الفيروس ينتقل بين السكان، إلى أن تكتسب أجسامهم مناعة ضده، على اعتبار أن أجساد البشر لديها القدرة على التصدي لأي فيروس جديد، ثم تقوم بحفظ طريقة المواجهة داخل الجسم، للتصدي للفيروس مستقبلًا. ووفق تقديرات المستشار الصحي للحكومة البريطانية فإن تكوين تلك المناعة لدى البريطانيين سيتحقق عندما يصيب الفيروس نحو 60% من إجمالي السكان، بما يعني أن إجمالي المصابين سيبلغ عددهم 40.7 مليون مصاب.

ويدافع مؤيدو هذه النظرية عن وجهة نظرهم باستخدام العديد من الأسانيد، أولها أن هذه النظرية تم استخدامها في مواجهة بعض الأوبئة في الماضي وأثبتت فاعليتها، كما حدث عندما طبقتها بعض الدول كألمانيا، في مواجهة الحصبة الإسبانية، التي قتلت نحو 25 مليون شخص حول العالم في بدايات القرن العشرين. كما أنهم يقولون بأنه في ظل هذه النظرية لا يتم تطبيق إجراءات العزل أو الحجر الصحي، ما يسمح بسيرورة حركة الحياة اليومية للسكان، واستمرار العمل في المصانع، وغيرها، الأمر الذي يقلص من الآثار الاقتصادية للأزمة على البلاد..

كما يرى المؤيدون أيضًا أنه بالنسبة لضخامة عدد المصابين بالفيروس، فليس جميعهم سيحتاجون لرعاية طبية، بل إن التقديرات تشير إلى أن نحو أربعة أخماسهم سيتماثلون للشفاء من دون تدخل طبي، ما سيمنح للسلطات فرصة تركيز جهودها على تقديم الرعاية الطبية للخمس المتبقي، البالغ نحو 8 ملايين مصاب. وفيما يتعلق بالتهديدات المتعلقة بارتفاع عدد الوفيات بين هؤلاء المصابين، فإنهم يقولون إن مرحلة ترك الفيروس للتفشي بحرية بين السكان، تسبقها مرحلتان أخريان، الأولى يتم فيها إبطاء تفشي الفيروس لكي لا يصل عدد المصابين المحتاجين لرعاية طبية إلى مستوى يتخطى الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، والثانية يتم فيها عزل المواطنين الأقل مقاومة للفيروس، ككبار السن والمرضى وذوي المناعة الضعيفة بشكل عام، وهذا التدرج يمنع حدوث وفيات كبيرة بين السكان.

كما يدافع مؤيدو نظرية “مناعة القطيع” كذلك بأن الدول التي استطاعت الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد بين سكانها حتى الآن، كحالة الصين، اعتمدت آليات الحجر والعزل الطبي الجماعي لمناطق واسعة ومجموعات كبيرة من سكانها، وبرغم تباطؤ انتشار الفيروس بها لكن تظل المخاوف قائمة من أن تعود أعداد المصابين به إلى الزيادة بشكل كبير بعد انتهاء مرحلة العزل، والسماح بالتنقل بين المناطق المصابة والمناطق غير المصابة، لا سيما وأن سكان المناطق خارج حدود العزل لم يواجهوا الفيروس من قبل، ولم تَبْنِ أجسامهم مناعة ضده بعد..

وفي المقابل، تواجِه نظرية “مناعة القطيع” انتقادات شديدة في بريطانيا، كما تثار حولها شكوك حول العالم. ويرى رافضو هذه النظرية في بريطانيا أن ترك الفيروس للتنقل بين البشر بحرية ومن دون قيود، سيكون سببًا في وفاة جميع أو معظم السكان من الفئات صاحبة المناعة الضعيفة، ككبار السن والمرضى. فبالنسبة لفئة كبار السن الذين يتخطى عمرهم 65 عامًا فإن عددهم يبلغ نحو 11.6 مليون نسمة. وإذا أُضيف إليهم من يعانون أمراضًا مزمنة، فإن العدد الإجمالي يرتفع إلى 14.5 مليون نسمة، بنسبة تبلغ 21.6% من إجمالي السكان، وهي فئة كبيرة لا يمكن تركها فريسة للفيروس.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،