رشيد المازوني/ كلامكم
على هامش اختتام فعاليات برنامج موسميات سماع مراكش المنظمة من طرف جمعية منية مراكش لاحياء تراث المغرب وصيانته والتي انعقدت خلال الفترة الممتدة ما بين 28 دجنبر الى 30 منه 2018 ، بفضاء متحف محمد السادس لحضارة الماء والذي يعتبر مفخرة لمدينة مراكش ورياض الجبل الاخضر بالمدينة العتيقة.
وقد تنوعت برامج هذه الدورة التي استقطبت جمهورا كبيرا ومتنوعا ، حيث أن جميع الفضاءات التي احتضنت الأنشطة امتلأت عن آخرها بين الندوات الفكرية، حيث تم تنظيم ندوتين حول موضوع تثمين تراث مدينة مراكش العتيقة:الرهانات والغايات بمساهمة باحثين ومختصين مغاربة وأجانب.
وقد ركزت جل المداخلات على القيمة التاريخية والحضارية للمدينة العتيقة مراكش والفرص الكبيرة التي توفرها لصناعة ثقافية تشغل آلاف الشباب وخلق مناصب شغل.
وقد ترأس جعفر الكنسوسي هاتين الندوتين، كما ترأس الدكتور محمد أيت العميم ندوة حول أسانيد المغاربة في علم الحديث النبوي ومدى تشبت المغاربة وتعلقهم بمتون صحيح البخاري كنص تشريعي بعد القرآن الكريم وتوقيع رواية عبد الالاه بنعرفة”خناثة ألر الرحمة” في مجلس نفح الطيب من تسيير د. محمد ايت العميم لهذه الموسميات .كما حضر فن الطرب الاندلسي مع عميد هذا الفن الأصيل الحاج محمد باجدوب الذي امتع الجمهور بسهرة متميزة على مستوى الحضور وكانت فرصة لمتعلمي فن الطرب الاندلسي والذي تسهر عليه جمعية منية مراكش، حيث يستفيد عشاق هذا الفن من دروس يلقيها أسبوعيا الحاج محمد باجدوب بالجبل الاخضر لابراز مواهبهم في هذه السهرة الجميلة، بالاضافة الى مجالس السماع والتي احتضنها متحف الماء ليلة السبت 29 دجنبر2018 بمساهمة مجموعة مراكش برئاسة مولاي جعفر المتوكل وبإسهام أشهر المنشدين بالمغرب كالتهامي الحراق من الرباط وغيرهم بحضور والي الجهة كريم قسي لحلو .
وصباح يوم الاحد ثم تنظيم خرجة سياحية روحية لسبعة رجال انطلاقا من ضريح سيدي يوسف بن علي وانتهاء بالامام السهيلي وكانت فرصة للوقوف على كرامات هؤلاء الاولياء السبعة الذي تتميز به المدينة. كما كان حضور الفنون التراثية حاضرا مع الحكواتي محمد باريز الذي شنف أسماع الحاضرين بحكايات من الزمن القديم وكذا فن “المازن ” .وقد تم اختتام الايام الثقافية والفكرية والروحية على ايقاع الدقة المراكشية بمساهمة مجموعة بابا برئاسة المعلم عبد الرزاق بلمقدم .
وقد خلصت هذه الموسميات الى العناية الملكية والزمن الاستثنائي الذي تعيشه مراكش بفضل برنامج تأهيل وتثمين المدن العتيقة وتراثها الحضاري ومنها مدينة مراكش. حيث يولي الملك محمد السادس ، عناية خاصة للمدن العتيقة ولساكنتها من حرفيين وتجار وصناع تقليديين .
وتتجسد هذه العناية من خلال المشاريع المبرمجة والتي تفوق مليار و200 مليون درهم الى غاية 2022 أي ما يعادل 25 ألف يوم عمل لمدة 3 سنوات بلغة الاقتصاد وهذا يؤكد الارادة الملكية لخلق ديناميكية جديدة وتشجيع الساكنة على الاستقرار بفضل المشاريع الكبرى التي يسهر على انجازها الوالي كريم قسي لحلو .
من جهته، أكد مصطفى ملوك عضو لجنة الأشراف على مشروع اعادة التأهيل المدينة العتيقة الدار البيضاء ان مراكش محظوظة بالتعيين الملكي للوالي قسي لحلو ويملك من المقومات ما يجعله عند حسن ظن المراكشيين وصاحب الجلالة ، في جعل مراكش قاطرة للتنمية بالجنوب الغربي للمغرب لما تتميز به من مؤهلات سياحية وحضارية وغنى صناعتها وأسواقها التقليدية.
وألح جعفر الكنسوسي ، رئيس جمعية منية مراكش، على ضرورة انخراط المثلث الذهبي على حد تعبيره المكون من الادارات والمجالس المنتخبة وشخصيات المجتمع المدني والجامعة والفاعلين الاقتصاديين للاستثمار الأفضل لهذا الزمن الاستثنائي الذي تعيشه مراكش الجوهرة الحمراء، الغنية بتراثها وحضارتها وموروتها المادي واللامادي.
