حماية اللغة..!

حماية اللغة..!

- ‎فيرأي
184
6
بقلم/ منتصر دوما
احتدم الجدل حول تسرب مصطلحات من “اللهجة العامية” الى اللغة المكتوبة في المقرر الدراسي. وواكب الصخب؛ اعادة احياء جدل التدريس باللهجة العامية. جدل طواه النسيان، بعد معركة خرج منها مناصرو الطرح خاويي الوفاض، وقد كان للمفكر العروي الدور البارز في انهائه، بالاقناع المسنود بالعلم وليس بالوهم.
لا اعتقد ان بضع كلمات دارجة شاردة في نص يمكنها أن تنسف بناء اللغة، ولا أن تنسف التدريس، اللهم إذا كانت فعلا معدة في سياق مسلسل تدريجي لتتفيه اللغة العربية..فهنا فعلا يجب الحذر! 
ثم ان لغة الشرح والتواصل مع التلميذ، في الغالب الأعم، ليست عربية فصحى، بل لغة هجينة بين الفصيح والدارج والدخيل.
قوة اللغة وحمايتها تكتسب وتتقوى بالوسائط البيداغوجية التي تحببها ، وبالتالي تسند تقويتها، وهذه الوسائط التواصلية، يمكن أن تكون شفهية ، مكتوبة،  مسموعة أو مصورة، من جنس اللغة أو من غير جنسها.
هل نريد حماية نص المقرر، أم نريد حماية اللغة ؟
حماية نص المقرر يكون بتجريده من “الشوائب”، وهو المطلب المهيمن اليوم في النقاش. ويمكن أن يكون مدخلا من مداخل التحصين.
أما حماية اللغة وتطويرها؛ فلها وسائل أخرى، لا تتوفر بالضرورة في المقررات، حتى الخالية من “شوائب التهجين”، وهذا هو صلب النقاش..!
حماية اللغة ؛ يتم بتوفير شروط التلقي وتبسيط الطرائق البيداغوجية،  واختيار الأجود منها ومواكبة المدرسين بالتكوين المستمر في المستجدات الحاصلة في مجال التواصل، واختيار منهاج رصين عوض ترك المقررات للوبيات النسخ.  فالمقرر المكتوب مجرد سند من بين الأسناد التي يمكن اعتمادها، ولا تنتهي معه ولا به اللغة.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،