حوار.. الشيخ الفيزازي: نحن نعدد في الحلال وآخرون يعددون في الحرام، كلنا نعدد وهذا هو الواقع الذي يتستر عليه الناس

حوار.. الشيخ الفيزازي: نحن نعدد في الحلال وآخرون يعددون في الحرام، كلنا نعدد وهذا هو الواقع الذي يتستر عليه الناس

- ‎فيفي الواجهة
1384
6

قال الشيخ محمد الفيزازي أن في عهد الملك محمد السادس الأمر كله تغير نحو الأفضل سواء في المجال الاقتصادي أو المجال السياسي، مؤكدا أن ذلك دفعهم كشيوخ سلفيين أن لا يبقو منغلقين على أنفسهم وأن يشاركوا مع المشاركين ولو بالرأي والكلمة. وعاتب الشيخ الفيزازي رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران على عدم تهنئته بإمامة الملك، موضحا أن بن كيران كان يهاتفه في أتفه الأشياء، غير أنه لم يقم بتهنئته بهذا الحدث.
كما تحدث الشيخ الفيزازي في هذا الحوار مع بعلاقته بشيوخ السلفية كالشيخ عبد الرحمان المغراوي والجماعات الإسلامية الأخرى، وأيضا علاقته بوالده.

الفيزازي
نتحدث أولا عن موضوع المرأة الثانية، وهل يمكن أن تكون ثالثة ورابعة؟.
لا، لا يمكن ليس مطروحا عندي في برنامجي وليس بمشروع، يكفي، بالنسبة لي يكفي إنشاء الله.
مدونة الأسرة، ما رأيك فيها أنت كشيخ وفقيه؟
المدونة إسلامية، وفيما يخص تعدد الزوجات التعدد شرع الله، شرع رسول الله أجمعت عليه الأمة كلها عبر القرون. نحن نعدد في الحلال وآخرون يعددون في الحرام، كلنا نعدد وهذا هو الواقع الذي يتستر عليه الناس. وهذا التعدد في الحرام فيه إهانة للمرأة واستنزاف لأنوثتها بغير طائل، لا يمكن أن تستمتع بالأمومة كامرأة ولا بالاستقرار فهي من يد لأخرى في مذلة للإنسانية وهذا نتستر عليه باعتبار الحرية الشخصية، وباعتبار الانعتاق من التقاليد. وهذه ليست تقاليد، بل هو شرع الله والله هو أرحم الراحمين و الله أرحم بالراحمين ليس بالرجال فقط، بل هو أرحم الراحمين بالنساء والرجال، ملايين من الفتيات عوانس وأنا لا أقول الفتيات غير المتزوجات عاهرات أو فاسقات، ما عاذ الله، هناك ملايين من الفتيات في سن الزواج تنتظرن ابن الحلال ولكن منهن من بلغت سن الأربعين والخمسين والستين.
ربما لم يأت نصيبهن بعد…
هذا النصيب من يحدده؟ الشرع هو الذي يحدد النصيب.
تحدثت عن فتيات في سن الخمسين والستين وأن منع التعدد هو الذي ساهم في ذلك، لكننا نجد الرجال عندما يلجأون للتعدد فهم يتزوجون بالفتيات الصغيرات وليس الكبيرات في السن.

نحن نناقش مبدأ التعدد ولا نناقش كيف يكون التعدد، فالقوم يرفضون مبدأ التعدد. التعدد ممنوع في الغرب على وجه الخصوص، لكن أن تعيش امرأة أجنبية تحت سقف واحد مع رجل و ربما يتخذ معها أولاد، فهذا لا بأس به وهذه تدخل في الحرية الشخصية، لكن أن تكون هذه الحرية الشخصية موثقة في عقد هذا هو الممنوع، مع العلم أن هذا العقد يضمن حقوق المرأة ويضمن حقوق الأولاد وهذا هو المشكل.

الشيخ الفيزازي1
في نفس السياق، قد تحدث لشكر في موضوع الإرث بين الرجال والنساء و خرج الشيخ أبو نعيم بفتوى تكفير، فوقف القضاء بجانب لشكر، كيف ترى هذا القضاء؟
أنا لا أدري إذا كان القضاء قد وقف في صف فلان أو فلان، فالقضاء يكون في صف الحق والقضاء لا ينبغي أن يكون في صف أحد. أما الأستاذ لشكر والأستاذ عصيد فلا حق لهما في الخوض في هذا الموضوع، فهذا موضوع ديني شرعي ونحن في المغرب بلد مؤسسات والمؤسسة المخول لها التحدث في هذا الموضوع، هو المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية، فنحن لدينا مؤسسة اسمها المجلس العلمي الأعلى هو الذي يفتي وهو الذي يقرر ويبحث ويعالج، فمن يكون فلان أوعلان في المجال الشرعي. الأستاذ لشكر، ممكن أن يكون ذا خبرة في السياسة، في القانون، في تخصصه، لكن لا ينبغي للناس أن يتطاولوا على تخصصات الآخرين، هذه تخصصات يا سيدي والحياة كلها قائمة على تخصصات. فلا قدر الله، لو تعطلت سيارتك فأنت ستأخذها إلى ميكانيكي وليس إلى متجر أو خضار أو خباز أو بناء، إذا أصابك مرض، لا قدر الله، تذهب عند الطبيب.
ونحن حين نريد حل مشكل أو نريد فهم أمر من أمور الدين والسنة نذهب إلى المتخصصين، والمتخصصون بالتأكيد ليسوا هم لشكر أو عصيد أو غيرهم، المتخصصون هو المجلس الأعلى الذي يرأسه أمير المؤمنين.
-الموضوع الذي أصبح تقليديا في الصحافة المغربية والصحافة الدولية هو إمامتك للملك، ماذا تغير بالنسبة للشيخ الفيزازي؟ هل هو من تغير أم تغير الواقع حتى يصبح إماما لأمير المؤمنين؟
هذا شرف إذا كان التغيير نحو الأفضل، فسبحان الذي يغير ولا يتغير. هذا شرف كبير، وبكل تأكيد، فالملك هو الذي اختار أن يصلي في مسجدي وهذه سابقة، فمن المألوف والمعروف أن وزير الأوقاف هو الذي يحدد مع السلطات المحلية بالمدينة التي يتواجد فيها، المسجد الذي يصلي فيه الملك، لكن هذه المرة،، واستثناء الملك هو الذي حدد المسجد وبعد أن عرف أنني أنا الذي سأخطب بهذا المسجد وافق وبدون تردد. الملك وافق وبدون تردد. من أين جاء الحدث، الملك صلى أزيد من 600جمعة منذ 1999في الداخل والخارج ويصلي عادي ويصافح الخطيب وتنتهي القضية، لكن لماذا بالذات هذه الجمعة هي التي صنعت الحدث؟ شيء طبيعي لأن الخطيب مدان ظلما وعدوانا بشيء اسمه الإرهاب لا علاقة له به، ولأن الخطيب حوكم بثلاثين سنة سجنا نافذا ظلما وجورا، ولأن الخطيب قضى بالفعل ثماني سنوات وراء القضبان، ولأن الخطيب أخرجه الملك من السجن بعدما تبين له أن الرجل بريء. والعفو الملكي هو ليس بالضرورة عدم المؤاخذة بالذنب، ولكن يدخل فيه تصحيح خطأ قضائي. وقد صرح الملك في جريدة “البايس” الإسبانية سنة2005 بأن الملف الذي له علاقة بالإرهاب عرف تجاوزات وأنا إحدى هذه التجاوزات، زد على ذلك أن الملك أخرجني من السجن بدون مناسبة، كما هي العادة، فالعفو الملكي يكون عادة في المناسبات الدينية والوطنية، لكن أنا خرجت من السجن يوم 14أبريل2011، يعني البارحة وأنا الآن خرجت من السجن منذ ثلاث سنوات ويوم واحد.
مبروك…
الله يبارك فيك، من هنا جاء الحدث، زد على ذلك أنني أصنف في خانة السلفيين على رغم أنفي وأنا لست سلفيا، صحيح أنا أؤمن بمنهج السلف الصالح وأنا أؤمن بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، وأؤمن بما أجمعت عليه الأمة كما هو الحال عند السلف الصالح، لكن أن تتخذ لي يافطة اسمها السلفية فأنا لا أقبلها ولاسيما عندما أصبحت كلمة السلفية كلمة ملوثة ولها مرادفات مشينة.

سلفيون
كيف أصبحت كلمة السلفية ملوثة؟
السلفية الآن عند كثير من الإعلاميين، بل كثير من الأوساط مرادفة للتطرف، مرادفة للتكفير، مرادفة للغلو، مرادفة للوهابية، مرادفة للفكر الدخيل من دول الخليج، مرادفة لكل نقيصة، بين قوسين هذه النقيصة، التي تناقش. وبالتالي، ما الدافع حتى أصنف في خانة أضطر بعدها إلى الدفاع عن نفسي من خلالها أنا لست سلفيا أنا مسلم.
وأيضا مالكي…؟
أنا مسلم
-ولكنك صرحت بأنك مالكي.؟
معنى مالكي أنني أؤمن بالمذهب المالكي وهو مذهب على السنة، وهو المذهب الذي يطبق في المساجد والمجالات المغربية وهذا لا يعني إقصاء المذاهب الأخرى أو أن تفضل مذهبا على مذهب، بل كما قال الإمام الشافعي”حيث ما تبين الحديث، فالحديث مذهبي”، وكما قال الإمام مالك رحمة الله عليه” ما وجدتموه مطابقا للكتاب والسنة فاعملوا به، وما وجدتموه مخالفا للكتاب والسنة فاضربوا به عرض الحائط”.
لكن أنا مع المذهب باعتباره جامعا يوحد الرؤية المذهبية في المغرب و،يجنب المغاربة الاختلافات التي لا طائل منها فعندما نتحدث عن المذهب نتحدث في المجالات الاجتهادية، فنحن لا نتحدث عن الإسلام الذي أنزله الله عز وجل بالوحي الذي يوحى، فالمذهب ليس وحيا يوحى إنما هو اجتهاد بشري من أجل الوصول إلى الحق في مسألة لا نص فيها. فهل نستطيع أن نقول صلاة المغرب ثلاث ركعات في مذهب مالك، هذا يكون كلاما ساقطا فصلاة المغرب ثلاث ركعات في كل المذاهب وعند كل المسلمين منذ أن فرض الله الصلاة.

الفيزازي2
الشيخ الفيزازي، بالنسبة للسلفية قلت إنك لست سلفيا لكن أنت ربما عاشرت سلفيين داخل السجن، كيف ترى بمنظورك كإنسان ما قبل الاعتقال وما بعد الاعتقال، كيف ترى السلفيين في المغرب وخصوصا الذين لا زالوا في الاعتقال؟
السلفيون في المغرب إن قلنا جدلا إن هؤلاء السلفيين أنفسهم يرضون أيضا بالتسمية، فليسوا كلهم يرضون بهذه التسمية، لكن جدلا نقول إن هناك فئة تصنف داخل خانة السلفيين. السلفيون بالمغرب ليسوا كالسلفيين في غير المغرب، ليس هناك تنظيم اسمه السلفية وليس هناك أدبيات تجمع السلفيين وليست هناك قيادة للسلفيين، بل إن كل سلفي، إن صح التعبير، هو تنظيم نفسه، هو قائد نفسه وهو أمير نفسه وهو المجتهد لنفسه. السلفيون في المغرب أفراد قد يكونون بالآلاف وقد يكونون بعشرات الآلاف، ليس هناك إحصاء، لكنهم يبقون في النهاية مجرد أفراد لهم تصور معين ولهم فكر معين ولهم اجتهاد معين، لكن كيف تركتهم في السجون؟ تقصد المحسوبين على ملف الإرهاب أو السلفية الجهادية و ما إلى ذلك من مصطلحات قد لا يقبل بها أحد من هؤلاء، إنما هؤلاء تركتهم كما أولئك الآخرين خارج السجن (شذر ماذر)، كل واحد يغني على ليلاه لكنهم يمكن تصنيفهم، كما أقول دائما، في ثلاث خانات. خانة من الأبرياء وأنا أجزم أن هناك أبرياء، يقينا، هناك أبرياء جاءت بهم الحملة كما أخذتني شخصيا وأنا أحد هؤلاء الأبرياء. وهؤلاء الأبرياء أسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع، عاجلا وليس آجل، من أجل إطلاق سراحهم.

الفيزازي والملك
هناك وساطة قد تقوم بها الآن؟
دعني أذكر الآخرين، هناك الخانة الثانية التي يمكن أن يصنف فيها الذين لهم قراءة معينة لنصوص الجهاد، لهم رؤية معينة للجهاد في سبيل الله، وهذه القراءة المعينة قد تكون مخالفة للصواب وهؤلاء بدون شك عندهم مخالفات للصواب لا أقول قد، بل هناك مخالفات بدون شك، لكن يبقى الأمر مجرد رأي وهذه الآراء لابد أن تقابل بالترشيد وتقابل بالحوار، يعني لا يكفي الحل الأمني بل لابد من الحل التحاوري، أنا لا أقول مناظرة لأن أغلبهم ليسوا في مستوى المناظرة لكنهم في مستوى المحاورة والترشيد وإقامة الحجة وتفنيد ما يعتقدونه من أفكار، لم يتورطوا في دم وبالتالي، فقضيتهم كلها قضية أفكار، دعني أقول لك إن الخانة الأخرى وأفرادها قليلون ربما هم المتورطون في دم، للأسف، هؤلاء لا بد من إرجاء الحديث عنهم لا يمكن أن نستبق الأحداث ونحرق المراحل، دعنا أولا مع الأبرياء، لكن المفارقة العجيبة أن، وهذا بين قوسين، أن الإسلاميين هم وحدهم من يطلب منهم أن يراجعوا أفكارهم في حين أن من المغاربة ملاحدة، هم قلة لكنهم موجودون، ومن المغاربة من يحملون الفكر الشيوعي، هل الفكر الشيوعي على مذهب الإمام مالك وهناك من يحمل أفكارا ماركسية، أفكارا لينينية، أفكار ماوتسي تونغ، ولست أدري وهناك من يتصور أفكارا دينية مخالفة وهناك متشيعون، فلماذا بالضرورة السلفيون هم وحدهم من يجب أن يراجعوا أفكارهم. مراجعة الأفكار والتراجع عندما يتبين بطلانها فضيلة وليس بنقيصة، لكن أنا شخصيا أدعو إلى تعميم هذه الفضيلة، فلنراجع جميعنا، كلنا، أفكارنا. طبعا الذي يطلب منه أن يراجع أفكاره هو الذي له بضاعة فكرية في السوق الفكرية، فالإنسان الأمي والإنسان العادي، يراجع ماذا؟ هذا يجب أن يعلم إذا كان يعتقد شيئا مخالفا لما هو سائد من دين الأمة أو يشكل خطرا على الأمة بفكره أو يشكل تطرفا قد يؤدي إلى عنف. هذا يجب أن يعلم، يجب أن يحاور، طبعا، المقاربات الأمنية وحدها لا تكفي ولم تكن كافية في يوم من الأيام، كما تعلم هناك من سيخرج قريبا من السجن، وأنا شخصيا أفضل أن يخرج في تصالح وفي عفو وفي تسامح مع شعبه ووطنه ومؤسساته وملكه، على أن يخرج حاقدا غاضبا يشعر بثقل الظلم وأن يشعر بأي شيء آخر، ليكون في النهاية خطرا على نفسه وعلى غيره. لذلك أظن أننا يجب أن نستبق الأحداث، فهؤلاء أبناؤنا وأبناء هذا البلد هم أبناء جلدتنا وأبناء عمومتنا وجيراننا فلا ينبغي أن نفرط فيهم، من هو مستعد للإصلاح، لم نتركه هناك؟
أنت بقربك من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وبقربك من جلالة الملك محمد السادس، هل ستقوم بدور الوساطة مع هؤلاء المعتقلين السلفيين؟
كما لا يخفى على الجميع أنا لست رجل دولة أنا رجل دعوة. أنا اشتغل إماما رسميا وواعظا في مساجد المغرب، هذا صحيح، إنما لست رجل دولة، ولكن بحكم موقعي، ومن حيث أنني عشت هذه التجربة المريرة ولي بالتأكيد سنوات من المجاورة والمعايشة لهؤلاء الشباب أنا أعرف كيف يفكرون وأعرف كيف يتصرفون وأعرف الكثيرين منهم بصفاتهم وبوجوههم، لذلك أنا أضع خدماتي، من حيث أنا أعرفهم، من حيث كنت معهم في الزنازن والسجون، أضع هذه الخدمات بين يدي المسؤولين وأصحاب القرار، إذا ما ارتأوا أن الأمر مجد وأنه نافع وأن هذا الوقت صالح لهذه المصالحة ولهذه المصارحة وما إلى ذلك. أضع خدماتي بين يدي هؤلاء من أجل خدمة بلدي، لا أقل ولا أكثر، وأنا يستحيل أن أكون وحدي لأن الملف ملف وطني، لابد من النخبة، لابد من المجتمع المدني والمجتمع الحقوقي، لابد من نخبة المجلس العلمي الأعلى، هذا ملف وطني لابد لكل من له القدرة على أن يدلي بدلوه فيه من أجل الإفراج والانفراج، وأنا أظن أنه سيكون في مصلحة الجميع.

شيوخ السلفية
محور ثان حول الحكومة وحزب العدالة والتنمية، كيف هي علاقتك بهذا الحزب وبرئيس الحكومة بنكيران؟
بنكيران رجل دولة وأنا رجل دعوة، أنا أعرف الرجل منذ عقود ولا أقول منذ سنين، كما أعرف العديد من الوزراء والذين أكن لهم الاحترام، أعرف الأستاذ الرميد والأستاذ حامي الدين والأستاذ بوليف والرباح ومصطفى الخلفي وآخرين، وهؤلاء جميعهم رجال دولة باستثناء حامي الدين الذي هو حقوقي وأستاذ جامعي، لكن علاقتي بهم لا تتعدى المجال الإنساني يحترمونني وأحترمهم يقدرونني وأقدرهم ولاشيء يتعدى هذا، وهذا الملف ليس في يد العدالة والتنمية ولا في يد الحكومة برمتها، وأنا أعتقد أن ملف الإسلاميين في السجون ملف وطني، كما قلت لك، وهو أكبر من ملف الحكومة ولا يمكن للحكومة أن تحسم في أمره.
أنا أقصد كيف كان تعليق بنكيران والعدالة والتنمية على إمامتك للملك؟
حقيقة الزيارة كانت متأخرة، لكنها جاءت فقد زارني وفد من البرلمانيين يتقدمهم الأخ شبانو زاروني في بيتي، الواقع أنهم شرفوني بزيارتهم صحيح أنها كانت متأخرة لكنها حدثت. أما الأستاذ بنكيران، فلحد الآن لم يتصل بي في الوقت الذي كان يتصل في مسائل صغيرة جدا. وبالمناسبة، فبنكيران رجل نكتة، يحب الفكاهة وهو رجل بشوش وأنا أعاتبه من خلال هذا المنبر وأقول له يا أستاذ بنكيران يا عبد الإله سامحك الله.
نبقى في إطار الشيوخ، أكيد أنك تعرف الشيخ المغراوي وجماعة الدعوة إلى القرآن، ماهو تعليقك حول هذه الجماعة خصوصا بعد إغلاق دور القرآن؟
الأستاذ عبد الرحمان المغراوي من علماء المغرب، اختلفنا معه أو اتفقنا معه، فهو من علماء المغرب له جهد كبير وتأثير لاسيما في مراكش وما حولها والدار البيضاء وبعض المدن، له تأثير وحضور وله وجود علمي فقهي فكري معين، يقال إنه يمثل السلفية العلمية، طبعا عندما نقول السلفية العلمية والسلفية الحركية والسلفية الجهادية هذه كلها أسماء سموها هم ما أنزل الله بها من سلطان، طبعا أنا لا أقصد الشيخ المغراوي هو من سماها، فآخرون هم من سموها.
أغلقت الدور القرآنية لاعتبارات محددة ومعينة، أنا لست مؤهلا لأقول هل كان لهذه الدور أن تغلق أو لم يكن لها أن تغلق، ما أؤكده أن هذه دور قرآنية أغلقت ليس لأنها دور قرآنية، ربما لأن هناك ترتيبات قانونية، ربما هناك خلل في إجراءات قانونية لست أدري لكن لا يمكن أن نزايد ونقول الدولة تغلق دور القرآن وتفتح الخمارات والمقاهي، هذا تهويل لا ينبغي أن يكون لأن فيه إثارة مجانية غير صحيحة، وكذلك لابد من إصلاح هذا الوضع حتى نتجنب التهوين، فنحن ينبغي أن نكون ضد التهويل وضد التهوين، فإغلاق ستين أو أكثر دور تعلم الأطفال الصغار القرآن ليس أمرا هينا، لكن لا يجب أن نحمل الدولة المسؤولية بل يجب أن يكون هناك حوار بين الطرفين فلابد من الوصول إلى حل وسط وإعادة فتح هذه الدور القرآنية للقرآن الكريم عبر المسطرة القانونية المتعارف عليه، ولكن لا نشهر ونحمل الدولة ونقرأ الأمر بطريقة مغرضة هذا الذي أرفضه.

بنكيران وشباط

– الأحزاب السياسية في المغرب، كيف ترى وجود أزمة سياسية بين المعارضة والحكومة وأيضا علاقتهم بالحكم ؟
أنت تدفعني للحديث السياسي، وأنا رجل دعوة كما سبق وقلت لك.
لكنك الآن أصبحت رجل سياسة.؟
لا، أنا كما قلت كمراقب، بل كملاحظ، أنا يؤسفني أن يكون المستوى السياسي في البلد قد وصل إلى حد التراشق اللفظي، التراشق بالألفاظ النابية، بالعبارات الجارحة ووصل الأمر ببعضهم إلى إقامة وقفات ومسيرات بأساليب مشينة. للأسف، كان على ما أظن في إحدى المسيرات مجموعة من الحمير، وهذا لا يليق بالسياسة الراقية ولا يليق بالتعبير السياسي الأنيق، إن صح التعبير، وهذا من الأخطاء، لكن كما لا يخفى، القوم يغسلون أوساخهم على منابر الصحافة ويغسلون أوساخهم أمام الملأ بألفاظ غير أخلاقية وعبارات نابية وسب وشتم وطعن وتخوين واتهامات بالجملة باللصوصية وبالسرقة وبالنهب، وهذا شيء محزن وشيء ينبغي أن يصحح. فليس في مصلحة البلاد أن تكون أحزابنا أو جلها على هذا النحو، أنا لا أحمل المسؤولية لجهة دون أخرى، وحتى أكون صريحا ربما كلهم له يد في المشكل، وأنا لست مؤهلا لأقول من الظالم ومن المظلوم، لكن الوضع السياسي متوتر ومكهرب، إن صح التعبير مقلق، وأظن هذا القلق يؤثر على العطاء الإيجابي والذي يدفع الفاتورة في النهاية، هو المواطن لأن أي حجر عثرة في الطريق لابد أن يؤثر على السير والمسير وبالتالي هذه أشياء مؤسفة للغاية في الوقت الذي نرى فيه أحزابا صغيرة غائبة أو مغيبة لسبب ما.
ماذا عن حزب النهضة والفضيلة الذي التحق به بعض السلفيين؟
أنا أقول لك بصدق حزب النهضة والفضيلة يمكن أن يكون له شأن كبير في المستقبل القريب، حسب ما رأيت فإنه يضم نخبة هائلة من الأطر الأطباء والمهندسون والأساتذة الجامعيون والمحامون والأمر في تصاعد وتزايد. وهذا الأمر له ما بعده، هو حزب صغير باعتبار النتائج التي حققها من قبل لكن نحن أبناء اليوم ولسنا أبناء الأمس، فإذا كانت هناك انتخابات قادمة أظن أن هذا الحزب ستكون له كلمة أخرى.

سلفية

هل ستلتحق بهذا الحزب؟

لا، لا. أنا الآن لدي قناعة بأن لا ألتحق بأي حزب وحتى فكرة تأسيس حزب العلم والعمل الذي كان من مشروعاتي بعد خروجي من السجن، حتى هذا الأمر مازال معلقا وليس مقصيا بالمرة، فالمشروع لم يدفن ولكنه معلق؟.
لماذا هو معلق؟
كما قلت لك المناخ السياسي غير مشجع، وأنا كانت لدي ثلاثة خيارات، إما أن أشتغل في الدعوة، وإما أن أشتغل في حزب ذي مرجعية سياسية موجود في الساحة وإما أن أؤسس حزبا مستقلا، وتأسيس حزب مستقل ربما يفتقد إلى شروط موضوعية وذاتية والانخراط في حزب من الأحزاب المتواجدة، ربما هناك موانع أراها غير مشجعة للدخول في هذا آو ذاك رغم علاقتي الودية والطيبة مع قادة حزب العدالة والتنمية وكذا علاقتي مع الأستاذ الخليلي، رئيس حزب النهضة، فانا تربطني علاقة صداقة حميمية مع هذا الرجل الذي أحييه من خلال هذا المنبر، لكنني لا أفكر الآن في الالتحاق بأي حزب بقدر ما أنا راض عن نفسي في مجال الدعوة لله عز وجل وأجد نفسي فيها، فعندما أعدت إلى هذا العمل فكأن السمكة أعيدت إلى مياهها وهذا يرضيني، فالإنسان يفعل ما يرضيه وأسأل الله عز و جل أن يرضى عنا فيما نفعل.
فقط، أريد أن أشير إلى شيء، أنا لست ممن يقولون إن المجال الديني هو كذا وكذا، أنا اعتقد أن المجال السياسي لا يخرج عن عبادة الله سبحانه وتعالى إذا كانت السياسة هي جلب المصالح ودفع المفاسد، جلب المصالح وتكثيرها للأمة ودرء المفاسد أو تقليلها عن الأمة، إن لم هذا دينا فأنا لا أعرف ما هو الدين، هذه عبادة وعبادة عظمى جدا أن تشتغل بالسياسة وبالشأن العام. أنا لا أعني السياسة الميكيافيلية، الغاية تبرر الوسيلة انهبوا اسرقوا، أنا أعني السياسة بالمصطلح الشرعي كما جاء في الحديث في صحيح البخاري قال الرسول (ص )” كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي”، فإذا كان في تصور الآخرين أن الأنبياء هم رجال دين فقط، فهؤلاء يفهمون الدين بالمفهوم الغربي السطحي أما الدين عندنا فهو منهاج حياة في المجال التعبدي والسياسي والتجاري والرياضي والخلقي والإعلامي والصحي والجراحي، الدين يدخل مع الإنسان المسلم حتى في فراشه يعلمه كيف يعاشر زوجته و كيف يربي أبناءه وكيف يعايش الجيران وكيف يبيع ويشتري في السوق، كيف يسافر وكيف يقيم، كيف يحكم وكيف يقضي، كيف يحارب كيف يقاتل كيف يسالم كيف يهادن. الإسلام حياة، الشريعة الإسلامية ليست هي قطع اليد ورجم الزاني بالفهم المتحجر للحدود، صحيح أنها من حدود الشريعة الإسلامية، لكن الشريعة الإسلامية أوسع، فإذا كانت السياسة قادرة على إعطاء الحق لصاحبه وإعطاء لقمة الخبز للجائع وإعادة الحق لتلك الأرملة وأولئك الأيتام، فهذه هي روح الشريعة الإسلامية، فأنا غارق في الشريعة الإسلامية وفي عبادة الله عز وجل وفي العمل الصالح، لذلك فأنا لن أقول إن السياسة شيء والدين الإسلامي شيء آخر، فهذا فكر الذين لا يعلمون.

yassinefizazi_624010173

-هناك جماعة العدل والإحسان تنهج الدين والسياسة في نفس الوقت، كيف تفسرون هذا التناقض؟
جماعة العدل والإحسان جماعة مغربية هم أبناؤنا وكما قلت بين قوسين عن السلفيين أقول عن جماعة العدل والإحسان هم أبناء جلدتنا لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، هم منا ونحن منهم، لكن إذا كانت هناك تصورات سياسية معينة أو دينية معينة، فالحل الوحيد لا أقول بين الدولة وجماعة العدل والإحسان، بل بين الجماعة وكل الفئات الأخرى والتجمعات والكيانات الأخرى السياسية والدينية، الحل الوحيد للتقارب هو التحاور، التحاور والتشاور في إطار من المحبة والمودة، أنا دعوت ولا أقول من منبر الناصحين ولا من منبر من يعطي الأوامر والمفتي، أنا لست مكلفا بهذا إنما دعوت من باب النصح الأخوي العابر أو من باب الأماني، إن صح التعبير، أنا أود لو أن الجماعة بشيء من المرونة أن تلتحق بالمؤسسات السياسية، فالناس الموجودون بجماعة العدل والإحسان منهم الأطباء والأساتذة والمحامون وهؤلاء يشتغلون مع الدولة في مستشفياتها ومدارسها وجامعاتها ومحاكمها، وحتى من لا وظيفة له فهو يتبضع ويتسوق في أسواق الدولة، فهم من حيث هم أفراد، هم من هذا الشعب ومن هذه الأمة ولهم صلة بهذه الدولة وبهذا النظام.
كيف رأى السجناء أو المعتقلون السلفيون إمامتك لأمير المؤمنين؟
بكل تأكيد الأغلبية الساحقة من السجناء يتشبثون بهذا الأمل، فقد قرأوا في هذا رسالة، وأنها فعلا أمل قريب لحلحلة الملف من أجل الإفراج والانفراج، والكثيرون منهم يتصلون بي هاتفيا ويثمنون هذا الحدث وهم مستعدون للانخراط والاندماج في المجتمع يتبنون التصور الذي أتصوره ويتبنون تصريحاتي وكتاباتي وتصرفاتي، وهذا مشجع، وبدون شك الدولة لها قراءتها لهذه القضية وأظن أننا في الطريق الصحيح إنشاء الله.
ففي عهد الملك محمد السادس الأمر كله تغير نحو الأفضل سواء في المجال الاقتصادي أو المجال السياسي وفي كل المجالات لذلك ارتأينا أن لا نبقى منغلقين على أنفسنا وأن نشارك مع المشاركين ولو بالرأي والكلمة وأنا انتخبت لأول مرة وصوتت على دستور 2011.

الفيزازي ووالده
-كانت هناك إثارة إعلامية كبيرة حول علاقتك بوالدك؟
علاقتي بالوالد علاقة طيبة جدا جدا، أزوره ويزورني لكننا نختلف. فالوالد شيخي وأنا قرأت على يديه سنين طويلة، لكن تكويني عصري فقد درست في المدارس المغربية العصرية وأنا أستاذ للغة الفرنسية لكن تعليمي الشرعي أخذته عن العديد من الشيوخ ومن بينهم والدي وصهري، لكنني أختلف معه، فهو ربما عنده غلو في التكفير والإقصاء، وأنا أخالفه في هذا، وأناقشه في هذا الوضع، وهو قد بلغ من العمر عتيا فهو الآن يبلغ 93 سنة من عمر.، ومناقشته بعمق لا تجدي ولا تفيده فهو يستمع للآخرين الذين يذهبون إليه ويقولون له يا شيخ ابنك كفر و ذهب مع السياسة، فيقول بدون تردد أنا ابرأ من الله منه، انقلب على عقبيه، مباشرة بعدها بدقائق ألتقي به أقول يا أبي هل تتبرأ مني، يقول كفرت أقول لقد كذبوا عليك أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، أنا أؤمن بالتوحيد وبالدين وبالشريعة وبالكتاب والسنة وبما أجمعت عليه الأمة كيف تلقى الله؟ يقول أعوذ بالله أنا أتراجع، فهذه مسألة السن المتقدمة جدا. فحتى الجزائر جعلوا من هذا الموضوع قصة، فقناة النهار أذاعت برنامجا وجاؤوا بصورة أبي وهو يبرأ مني ولم يدرجوا الصورة الثانية وهو يسب أولئك الذين كذبوا عليه ويكفرهم ويقول هؤلاء شياطين، فهم ينتقون ما يبثون ويأخذون ما يريدون. الحمد لله العلاقة بيني وبين والدي حميمية جدا نحن نتزاور أذهب إليه في فاس ويأتيني إلى طنجة نتجول في السيارة ونتناقش بكل عفوية وبكل محبة.

آخر كلمة للشيخ الفيزازي، أو رسالة تود أن تبعثها من خلال هذا اللقاء والذي كان سببه إمامتك للملك.؟

يبتسم ويقول، أنا كلي رسائل ، فأنا بمجرد رؤيتي في الشارع تقرأ رسائل وليس رسالة واحدة، بلحيتي وظروفي بكل شيء في، أنا كلي رسالة. أقول إذا كان هناك متطرفون بلغتكم الصحفية، إذا كان هناك غلاة متنطعون متشددون بالمصطلحات الشرعية، الرسالة التي أوجهها لهم إن ذلك الخط لا يفيد ولا يجدي، بل مآله الهلاك حتما، كيف لا والرسول )ص) يقول في الحديث الذي رواه مسلم” هلك المتنطعون، هلك المتنطعون هلك المتنطعون”، استعمل لفظ هلك وكرره مرات، كذلك في حديث صحيح آخر ” إنما هلك من قبلكم بالغلو في الدين”، واستعمل أيضا لفظ هلك، وفي الأثر” قوم شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم “، الجزاء من جنس العمل. أقول الرسالة الغلو والتطرف، والتطرف مصطلح محدث ومعناه التزام الطرف، تطرف عن السير العام للمجتمع. أقول بأن ذلك النهج لا يؤدي إلى إقامة دين أو دنيا، فالمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم، كما في الأثر. إذا كان الإنسان متشبعا بقيم إسلامية نظيفة، فليخرج إلى الناس مؤثرا لا متأثر أو مؤثرا ومتأثرا بالصالح ولا يتأثر بالطالح.

الفيزازي5

هل من إضافة أخرى؟
رسالة أيضا إلى الغلاة في العلمانية، المتطرفون العلمانيون وهم موجودون، أقول لهم كفوا عن اللعب بورقة الإرهاب والتطرف الديني، فالأمر انتهى ويجب أن ينتهي لأنه لا يصب في مصلحة أحد. والتطرف موجود في كل الاتجاهات، بل التطرف العلماني يصنع التطرف الديني ويستفز الذين لديهم بضاعة علمية قليلة، فتكون ردة الفعل لفظية بتكفير أو تفسيق أو تبديع، وقد يتطور الأمر، لا قدر الله، من العنف اللفظي إلى عنف جسدي فيعتبرها ذلك المتطرف خدمة للدين وتضحية وجهاد في سبيل الله وأقول يكون له سبب مباشر، لا أقول له العذر، ولكن سبب مباشر وهو التطرف العلماني الذي استفزه بالاشتغال بما لا ينبغي أن يشتغل به، فهناك من يطعن في الدين صراحة، وهناك من يطعن في النبي صراحة يسميه إرهابيا، هناك من يقول إن الإسلام أصبح الآن متجاوزا، كما قالها الأستاذ عصيد، يا رجل أنت الآن تطعن في دين الأمة، كيف أصبح الإسلام متجاوزا؟ بأي اعتبار؟ بأي مقياس؟، فالشعب شعب مسلم مهما كانت فيه ربما من مظاهر فسق وخمر وعري، هذه تبقى معاصي نحن لسنا ملائكة، لكن أن تقول إن الإسلام أصبح متجاوزا، فما الذي أصبح يفرض حضوره في المجتمع، هذا كلام تطرف، يقينا، لكنه يصنع التطرف في الجانب الآخر، لذلك أنا أنصح عصيد وأنصح الآخرين، كفوا عن الغلو في إبداء الأفكار، كفوا عن الغلو في التهجم على ثوابت الأمة، وهذا الكف فيه خدمة للأمة، نحن لا نحجر على الأفكار، الأفكار أفكار، فالله سبحانه وتعالى ما خلقنا قوالب نفكر جميعا بنفس الطريقة، قبل قليل أنت كنت تستمع كيف أتحاور مع رجل علماني يساري، وهو الأستاذ بنعتيق، ولكن بيني وبينه، وأنت شاهد، من الصداقة والمحبة الشيء الكثير، نحن نختلف هو يختلف معي وأنأ اختلف معه ولكن نتعايش ونتحاب، لا أقول نتعايش فقط، بل نحترم بعضنا البعض. فلماذا عصيد وغيره لا ينهجون هذا النهج، الوسطية مطلوبة عند الإسلاميين كما هي مطلوبة عند العلمانيين والليبراليين والشيوعيين والحداثيين والجميع. الوسطية مطلوبة والاعتدال مطلوب من الجميع. والتطرف مذموم من الجميع. فبلدنا في حاجة إلى الاعتدال، وصدق الله العظيم الذي يقول” وجعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا”، أمة وسطا، الوسطية، الاعتدال بميزان وبمقدار.

 

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت