محمد بوفتاس يوجه رسالة إلى الملك ويطلب من جلالته إنقاذ قبيلة أمانوز قبل زوالها من الخريطة

محمد بوفتاس يوجه رسالة إلى الملك ويطلب من جلالته إنقاذ قبيلة أمانوز قبل زوالها من الخريطة

- ‎فيفي الواجهة
449
6

 

وجه الكاتب والصحفي محمد بوفتاس، رسالة توصلت بها كلامكم ، الى الملك محمد السادس، يطالب فيها بإنقاذ قبيلة أمانوز قبل زوالها من الخريطة، مؤكدا أنه بهذه الرسالة لا يبحث عن مكسب شخصي أو منصب بل يستغيث به لينقذ قبيلته التي تعاني الجفاف منذ سنوات، كما تنعدم عندهم أساسيات الحياة الكريمة فلا مستشفيات ولا مدارس ولا طرق ترقى إلى المستوى، نهب الملك الغابوي أرض أجدادهم لأنهم لم يوثقوا عقود ملكيتهم، وتعاملوا بالكلمة، وبسبب ذلك انتزعت منهم مساحات شاسعة من أراضيهم، ” كل هذا تحملناه بصمت ولم نفرط في ما تبقى من أرضنا أو وطنيتنا، لكننا يا صاحب الجلالة نستجير بك الآن ونلوذ بك كأب للأمة لتنقدنا مما يصيبنا حاليا، فليس من منقذ بعد الله سواك.”

نص الرسالة المفتوحة إلى جلالة الملك محمد السادس

أنقد قبيلة أمانوز قبل زوالها من الخريطة

بقلم محمد بوفتاس

أعتذر يا صاحب الجلالة إذا اضطرني الطابع الاستعجالي لقضيتنا أن أراسلك عبر وسائل الإعلام بدل إيداع الرسالة في الديوان الملكي، لأنني أعتبر الإعلام أفضل وسيلة للتواصل السريع، وصوت الشعب الذي يؤمن بك ويعقد عليك الآمال. وأنا لا أراسلك بحثا عن مكسب شخصي أو منصب بل أستغيث بك لتنقد قبيلتنا.

يا صاحب الجلالة إنني أنتمي إلى قبيلة أمانوز، التي تتبع إداريا لتافراوت وعمالة تزنيت، منطقة لم تحظ بشرف استقبالك بعد لكنها نموذج للوطنية التي لا مزايدة عليها، هذه المنطقة التي أعطت مثقفين مثل المختار السوسي ومحمد خير الدين، وسياسيين مثل الأزماني، أبو أيوب، بوفتاس، أخنوش والعثماني، ومناضلين حقوقيين مثل المانوزي وبنعايلات، وعلماء لا يتسع المجال لذكرهم، ورجال أعمال مشهورين لكنهم لم يستثمروا في منطقتهم، فنحن نعيش تهميشا رغم شساعة المساحة الترابية لدارة تافراوت.

قبيلتنا تعاني الجفاف مند سنوات، كما تنعدم عندنا أساسيات الحياة الكريمة فلا مستشفيات ولا مدارس ولا طرق ترقى إلى المستوى، نهب الملك الغابوي أرض أجدادنا لأنهم لم يوثقوا عقود ملكيتهم، وتعاملوا بالكلمة، وبسبب ذلك انتزعت منا مساحات شاسعة من أراضينا، كل هذا تحملناه بصمت ولم نفرط في ما تبقى من أرضنا أو وطنيتنا، لكننا يا صاحب الجلالة نستجير بك الآن ونلوذ بك كأب للأمة لتنقدنا مما يصيبنا حاليا، فليس من منقذ بعد الله سواك.

لا أنكر أن منطقتنا غنية بالمعادن والثروات الباطنية، ومؤخرا بدأت تغزونا شركات التنقيب على المعادن، وقد قامت جمعيات المجتمع المدني مشكورة بحملة توعية لتقديم التعرضات، لكننا لا يمكن أن نطلب من الناس ترك مشاغل حياتهم والنزول كل مرة لتقديم تعرض قد تجدي وقد لا تجدي، لأن الرخص بدأت تظهر مثل الفطر في كل أرجاء قبيلتنا وتحاصر السكان من كل جانب، مهددة حياتهم ووجودهم بسبب تأثيراتها على البيئة والفرشة المائية التي هي جوهر الحياة، ونحن أصلا نعاني من شح المياه رغم مجهودات الجماعات القروية وجمعيات المجتمع المدني. لسبق وعانينا، بسبب جهلنا وغياب المجتمع المدني، من شركات تعمل حاليا أفسدت حياتنا وطرقنا واستنزفت مياهنا، وانتهكت أراضينا، دون أن تستفيد قبيلتنا من أي مشروع استثماري أو تنمية موازية لهذه الثروات المستخرجة من أراضينا، وها نحن الآن نواجه موجة من الرخص التي منحت لشركات التنقيب عن المعادن لتقضي على ما تبقى من ضروريات حياتنا.

يا صاحب الجلالة، نحن لا نرفض التطور ولا نطلب المستحيل، كل مطالبنا أن تحمينا من الزوال حتى لا نتحول إلى قبيلة من الرحل، لا نريد أن نفقد أرض أجدادنا التي تمثل ارتباطنا بجذورنا، والتي نرغب في أن نورثها لأبنائنا وأحفادنا، هذه الشركات لم تقدم مشاريع استثمارية تراعي البيئة وتحافظ عليها ولم يتم إشراك المجتمع المدني في دراسة الملفات قبل الترخيص لها، ولم تفتح قنوات التشاور والتفاوض لضمان سلامة حماية السكان ومصادر عيشهم، فكيف لنا أن نقف في وجه موجة من الشركات التي لا تفكر إلا في الربح، وهياكل الإدارة بطيئة وقد لا تستطيع بالمراسلات وقف هذا المد أو توفير الضمانات الأساسية لاستمرارية الحياة في قبيلتنا. هل يريدون منا أن نترك لهم أرض أجدادنا ونرحل، ألسنا مواطنين لنا حقوق كما علينا واجبات؟

قد لا أكون مطلعا على كل الحيثيات لكنني أتوسل إليك يا صاحب الجلالة أن تنقدنا حتى لا يتم محونا من الخريطة، لأن التأثيرات البيئية والجفاف كفيلة بأن تقتل الحياة في أمانوز وتجبر السكان على الرحيل، نحن الآن نلوذ بك لأنك الملاذ الحقيقي ولنا اليقين بأنك لن تتركنا فريسة سهلة لهذه الشركات.

أدامك الله ذخرا للأمة وملاذا لكل المظلومين.

1

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،