وجهة نظر..عندما تضحك “الكراكيز” على الشعب ومناضليه

وجهة نظر..عندما تضحك “الكراكيز” على الشعب ومناضليه

- ‎فيسياسة
1528
6

كراكيزالتازي في حوار مع الخلفي

مراد بورجى

كثَّف التاجر الملياردير كريم التازي هذه الأيام من خرجاته الإعلامية اللادعة ضد رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران (الحيط القصير)، وهي الخرجات التي يسعى من خلالها للعودة لوضع (بصمة) المناضل العشريني على مداخلاته وتصريحاته ومواقفه.
اعتبر الملياردير التازي في أحد اللقاءات وزراء الحكومة المغربية مجرد كراكيز، وحينما رد عليه بنكيران واصفا إياه بالفاشل والجاهل إكتفى الثائر الملياردير التازي بالقول لرئيس حكومة الكراكيز: عيب عليك أن توجه شتائمك لمن منحك صوته.
ثم عربد أمام وزير الإتصال مصطفى الخلفي سائلا إياه عمن أدخل الصحفي علي أنوزلا السجن؟ وكان “جرَّيئا” الناطق الرسمي بإسم الحكومة حينما أنكر وقال أنه لا يعلم من قام بذلك، ولكن الخلفي يعلم علم اليقين أن من أمر مباشرة بإدخال الزميل أنوزلا السجن هو مناضل آخر في صفوف حركة 20 فبراير ألا وهو السيد وزير العدل والحريات مصطفى الرميد الذي أجهش بكاءا يوما على منبر مجلس النواب ففهمنا أنه أصبح يغير المنكر في نفسه.
أما بخصوص شرف دخول أنوزلا السجن فالكل يعلم أن كتاباته وجرأته وإنتقاداته المباشرة للحكم هي السبب الحقيقي في ذلك، وهو نفس السبب الذي عانا ولازال منه الكثيرون من الشرفاء الذين قبعوا أو يقبعون بالسجون أو على حافتها.
لنقف قليلا أمام هذا الأسلوب الممنهج من سرقة الأضواء وحجب المواقف الجريئة والبيانات النارية والمسيرات والمظاهرات والمطالب المشروعة للشعب ومناضليه الحقيقيين الذين عانوا الأمرين لأكثر من نصف قرن بمثل هذه الوقائع والكثير منها التي يشغلون بها الرأي العام هذه الأيام عن المشاكل الحقيقية التي يعاني منها الشعب، ومن هذه الخزعبلات أيضا اللقاءات التي ينضمها حول حكاية الدارجة المشبوهة مول الإشهار الملياردير نور الدين عيوش المناضل أيضا في صفوف 20 فبراير من أجل مصالحه المادية، عيوش وآله الذين يستفيدون من كل شيئ الإنتخابات، الإشهار، المهرجانات الفن التلفزيون الأفلام الدعم الجمعيات وكل ذلك بالملايير حتى أصبح اسمهم آل ريوش وليس عيوش. حيث رد عليه بدوره رئيس الحكومة إبن كيران بالقول: “عيوش يدعي قربه من الملك، ويبحث دائماً عن شيئٍ يبيعه للدولة، ويحاول كسب الأموال الطائلة على حساب التلاميذ، من خلال التعليم غير النظامي، الذي توفره مؤسسة زاكورة، التي يرأسها، مشيرا إلى أن “التلميذ يكلف الدولة خمسة آلاف درهم في السنة، وهو يريد أن يأخذ عشرين ألف درهم عن كل تلميذ”
ونستحضر مناضلا عشريني آخر وهو الملياردير ميلود الشعبي مول النعجة راعي الغنم سابقا وراعي الملايير حاليا، المعروف بتصريحاته النارية كلما ضاقت به سبل المال والأعمال، والذي إلتحق بمسيرات 20 فبراير عندما سمع أن لها “أرضية” وقد سبق رفيقه كريم التازي حيث اشتكى من بطء عمل حكومة بنكيران، كما اشتكى الشعبي من عرقلة بعض مشاريعه الاستثمارية في عهد الحكومة نفسها. إلى أن منحه مؤخراً كركوز النقل والتجهيز عزيز الرباح كما وصفه التازي صفقة صنع 80 مقصورة للقطارات.
ونضيف إلى هؤلاء مناضلا عشرينيا آخر هو الأمير الملياردير الأحمر هشام الذي لازال يدخل المغرب لغاية اليوم عبر القاعة الشرفية للمطارات أعلن انضمامه للحركة عبر قناة فرانس 24 من باريز والذي شغل مؤخرا البلاد والعباد بكتاب تحدث فيه عن كل شيء إلاّ عن ثروته التي راكمها والده المرحوم مولاي عبد الله فقط بصفته أخ للملك أنداك الراحل الحسن الثاني، علما أن الأمير هشام استثمر هذه الثروة خارج المغرب واستثمر الخرجات الإعلامية والتصريحات داخله.
دعونا نعود إلى الزعيم كريم التازي الذي كان كريما مع كركوزة البيجيدي الوزيرة بسيمة حقاوي التي منحها كما قال شيكا بمبلغ 200 مليون سنتيم لإيواء مسني الشوارع، وكانت هذه المبادرة ستحمل مغزا إنسانيا نبيلا لولا أن التاجر التازي نزع عنها رداء النبل عندما كشف للعموم نسخة من هذا الشيك الذي ظل يحتفظ به لهذه إلغاية مشيا على خطى الأمير هشام الذي احتفظ بسوء نية بنسخ شيكات المساعدات أو السلفات التي سبق أن قدمها لبعض الصحافيين والمعوزين.
الملياردير التازي الذي يتباها بكونه منح صوته لحزب رئيس الحكومة العدالة والتنمية ربما طمعا في تنمية مشاريعه، نسي أنه بفعلته هاته خان حركة عشرين فبراير وأرضيتها التي كان ابن كيران وحزبه ضدها وجعلوا منها مطية للوصول إلى الحكومة وليس الحكم، وتحول التازي إلى حياح الحزب والمدافع عن أفكاره ومشاريعه واصفا شباب الحزب يوما: أنتم المستقبل. وانقلب التازي 360 درجة على الحكومة الملتحية كما انقلب على 20 فبراير وأرضيتها في حركة تشبه الحركة الإنقلابية فوق سدادر البونج التي يتقنها، وكون التازي ينعث الوزراء بالكراكير ويختبئ وراء كلمات فضفاضة مثل المخزن ودولته العميقة تماماً كما يفعل الأمير هشام، فلماذا لم يمتلك كريم التازي وغيره الجرأة ليكشف لنا كما كشف شيك الصدقة، عمن يحرك خيوط حكومة الكراكيز ومن يقصد بالمخزن أو الدولة العميقة ويسمي الأشياء بمسمياتها، أم أن التازي مجرد كركوز بدوره ولكن مصنوع من البونج.
الذين يحكمون هذه البلاد يعلمون أن هؤلاء الملايرية أمثال التازي، الشعبي، عيوش والأمير هشام واللائحة طويلة لا ينشدون التغيير الذي يخيف الجميع، ولا أفهم أنا شخصيا التغيير الذي يريدون، هل أن يصبحوا هم فقراء والكادحين أغنياء؟، لا أظن.
لا يمكن أن يحمل هؤلاء هموم الكادحين أو انتظارات المواطنين، بل يبحثون أولاً وأخيرا عن مصالحهم الخاصة ومكانا إلى جانب من له النفوذ أيا كانت خلفيته أو مرجعيته أو مذهبه، ليستمروا في مراكمة ثرواتهم كما راكمها آباءهم من قبلهم إلى جانب نفس المخزن ونفس الدولة العميقة التي يتنكرون لها اليوم .
ولا علاقة لكل هؤلاء الزعماء من ورق لا بالشعب ومآسيه ولا بالنضال ولا بحركة 20 فبراير التي كانت ولازالت ضمير مجتمع بأكمله.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،