يوميات صحفي فاشل… الرجوع لله وااااه بوشعيب..( اليوم الثاني)

يوميات صحفي فاشل… الرجوع لله وااااه بوشعيب..( اليوم الثاني)

- ‎فيآخر ساعة
7829
6

يوميات صحفي فاشلبدر بنخديجة

في بداية مشواري لم أكن أريد سوى لعبة عادلة، كل ما كنت أحتاجه بعد فشلي في كل شيء: صنع حكايات أخرى بنهايات أقل كآبة !!

قبل ثمان سنوات مضت، كنت أجلسُ مع الناس أسرد عليهم حكاياتي وأُوزّع البهجة على كل من هم حولي، كساحر طيب في قصص الأطفال. اليوم، أبذل مجهوداً كبيراً حتى لا أقتل نفسي.

استيقظت اليوم متأخراً كالعادة، فكما قلت لكم من قبل، خوكوم شومور، التشومرة في مهنة الصحافة هي الفريلانس، تشتغل بالقطعة، آخر أجر تقاضيته عن مقال كتبته لجريدة دولية، لم يتبقى منه سوى 18 درهم، توجهت عند “رضوان” بائع السجائر، أخذت لي سجارتين من نوع مارلبورو، و انزويت في مقعدي الدائم يمين مقهاي المعتاد.

تعلمنا في الصحافة، أنه ومهما كانت مقودة عليك، عليك بدفع السّنطيحة، حتى لا يشعر الآخر بأنك ما كتسوى حتى بصلة، لذلك هناك قاموس خاص بنا نحن معشر الصحفيين، اذا لم يكن لديك ما يكفي لسداد ثمن القهوة، فقل للنادل هانا راجع نمشي للبنك ونجي، سيقول لك لا لا أستاذ وقتما جيتي، ردد نفس الجملة على مسمع صاحب السناك، والحانوت، ولا تنسى أن تذكرهم بأنك شخص مهم، مهم جداً الى درجة أنك تكتب عن الملك، والوزراء، والبوليس، والجيش، وكل المهمين في هذا البلد.

فالمسألة كلها مرتبطة بمدى صنعك لهالة من حولك، تجعل الناس يعتقدون بالفعل أنك شخص مهم، أنك إنسان له دور فعال في المجتمع، خرج عينيك مزيان، ولا تبدأ معهم موضوعاً وتنهيه، قل لهم التتمة فيما بعد، وردد أنك في اجتماع مهم، ردد أنه لديك مواد عليك كتابتها، وقل، بأنك تحت ضغوط قوية حتى لا تفجر فضيحة تهزل البلاد، ولا تنسى في آخر حديثك معهم أن تقول، غير خالينا ساكتين وصافي كون جينا ندووي نص هادوك اللي كتشوفو غادي يمشي للحبس، لا تقلق لن يسألونك من هم هؤلاء الذين تتحدث عنهم.

في بداية مشواري لم أكن أريد سوى لعبة عادلة، كل ما كنت أحتاجه بعد فشلي في كل شيء: صنع حكايات أخرى بنهايات أقل كآبة، لم اكتب يوماً خبراً كاملا، فأنا أغار، اغار منكم انتم معشر القراء، أن تعرفوا تفاصيل الخبر، فهي تخصني وحدي، الصلة بين المذكورين فى الخبر وبيني، لى وحدي، لا أذكرها، فأنا لا أعرفها أصلا حتى أذكرها لكم، المهم أن لي الحكاية ولكم نصفها في خبر، به أبقيكم على استعداد، تأهب، لشيء لا تعرفونه، ولأنكم فضوليون غوغاء، تبحثون دوما عن نهايات الخبر، وتَهِيمُون بين الجرائد والمواقع، كصوفي يهيم في الشوارع، يناجي الله، ولا يجيبه أحد، ذلك أن المقدس لا يرد إلا برسول.

وحتى أنقص عنكم جهلكم بقبيلتينا سأعطيكم بعضاً من أسرارنا، من فورمونات النبوات الخاصة بنا، علني أقنعكم بالانضمام إليّ وتصيروا مثلي صحفيين فاشلين بكل فخر !!

كي تكون صحفي الأمر بسيط، خرج عينك، ثم خرجهم حتى تصبح ببوشة، ركب جملاً لا معنى لها واحشوها بالمترادفات، واقتبس من الفلاسفة، وكن تماما مثل توفيق بوعشرين، أكتب عن السياسة، اكتب عن الملك، سبّ بنكيران فهو شحيح لا يدفع المال نظير المقالات، لكن دافع عنه أيضاً واكتب عن قطر تأتيك البركة من حيث لا تحتسب.

أكتاب عناوين كبيرة، واكتب معها عناوين صغير، أكثر من أسماء الاشارة، أكثر منها حتى تفيض، وأضف إليها مصادر دون مصادر، وقل عليها عليمة، ومقربة، ورسمية، واختم مقالك بسؤال، لا تحاول الاجابة عنه، واترك الأمر للشيطان، والصدفة، وخيال القارئ.
أكثر من واو النذبة، وأضف عليها ألفا، ثم اثنان وانتظر…

إن لم يحصل شيء

أضف عليها ألفاَ ثالثة… ولا تكترث لسبويه، فلا أحد يحاسبك على اللغة، الكل يحاسبك عن كم البيرة التي استهلكت… اللغة أرخص من الخمر !!

في اللغة هناك واو العطف، أكثر منها، واعطف الجمل على الجمل، ستجد من يعطف عليك في نهاية المطاف…

في اللغة هناك واو الاستئناف،و واو الحال، ولأن دوام الحال من المحال، الوقت بدال، استعمل واو القسم، واقتسم غنائمك، تجد من يدافع عنك في وقت تأتي في الشدة على رقبة الألف.

في اللغة هناك واو الندبة، ابتعد هنها، واهجرها، و عوضها بواو الجدبة، زيد عليها المسكة الحرة، والجاوي البيض، وعيط على السالبني…
بوشعيب ارميلللل
السالبني في هذه الصورة هو بوشعيب… تخيل معي ونتا داخل على مول الحانوت وهاز فيدك مقال، كتجدب فيه على المدير العام للامن الوطني، تخيل معي ماذا سيفعل شرطي المرور أمامك ؟ ماذا سيقول الكزار ؟ ماذا سيقول نادل المقهى ؟؟

لا تفكر في ماذا ستقول أنت لبوشعيب ملي يقوليك وا بوقال آش باغي ؟ لأنه ما مسوقش ليك فكما قلت لك أنت تكتب من اجل هؤلاء المذكورين أعلاه، أما المسؤولين فهم من اختصاص مدير النشر ورئيس التحرير…

https://www.facebook.com/diaryofaloserjournalist

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،