المدرسة العمومية وخطاب النفاق

المدرسة العمومية وخطاب النفاق

- ‎فيرأي
225
6

 

محمد النواية
على الذين يدعون الدفاع عن المدرسة العمومية ويملأون الدنيا بكاءا على مصيرها بالشعارات الموسمية أن يبدأوا بخطوة اولى وضرورية على اثبات حسن نيتهم وهي أن يعودوا بأبنائهم الى المدرسة العمومية ويدافعوا من داخلها ليحسوا بمدى الظلم والاجحاف والاهانة والذل والحيف الذي اصاب الاسر التي لا ملاذ لها الا هذه المدرسة ويعيدوا لها مفهومها العام أي المشتر ك بين الناس الذي يقوم على تقديم الخدمة التعليمية لجميع ابناء الشعب على أساس المساواة وبالطرق المتناسبة مع طبيعة المعرفة المقدمة بغض النظر عن الانتماءات المختلفة للتلاميذ آنذاك سنصدق نواياهم بنضالهم مع ابناءهم في ساحة المعركة لا من خارجها او افتراضيا على الحائط الازرق انهم أدرى منا بهذه الأمور لأن جزء كبير منهم من أهل الدار أي من رجال التربية والتعليم واعين الى أي درجة وصل انحطاط المدرسة العمومية لذلك هربوا وفروا بجلد أبناءهم الى عالم قطاع التعليم الخاص ببناياته الفخمة وطاقمه الأنيق وأسطول نقله الأصفر ومرافقه النظيفة تاركين تعليم الدولة الذي بلع ما يكفي من الملايير في الخطط الاستعجالية والماراطونية التي أنهكته بالإسهال المزمن في البرامج .
ألا يخجل مسؤولونا في التعليم حين يتشدقون بأن هذه المدرسة هي التي ستبني جيلا يقود البلاد ويساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وسترسى أسس رأسمال لا مادي ينتج الفكر والعلم والابتكار .
ان مصير المدرسة العمومية سيبقى على عاتقنا وعاتق مسؤولينا وممثلي القطاع من هيئات ذات الصلة بالتربية والتعليم ونقابات لم يسجل لها التاريخ أي خطوة نضالية أو اضراب من أجل مدرسة عمومية شعبية ديمقراطية أو مناهج تربوية هادفة .
فالدولة والنقابات تتفرج على زحف التعليم الخصوصي دون تدخل لإخراجه من حالة الفوضى التي يعيشها في ضل غياب قانون منظم لقطاع خاص يتكامل مع التعليم العمومي في النهوض بالتربية والتعليم في مناخ يسوده مبدأ تكافؤ الفرص قانون يحد من جشع اللوبي المسيطر الذي يثقل كاهل المواطنين بأثمنة مرتفعة وغير ملائمة للقدرة الشرائية للأسر المغربية دون حسيب ولا رقيب .
ان ما راكمته النقابات بخصوص قضايا التعليم وباقي معضلات القطاعات الاخرى هو سجل من التكالبات على الطبقة العاملة فكلما نضج الظرف لصحوة العمل النقابي أدارت هذه النقابات ظهرها للكادحين وولت وجهها للمخزن لإخماد الشعلة وحمايته من غضب الشعب وهو تاريخ كذلك من المواقف الموالية والصفقات المشبوهة تحت الطاولة لتمرير مشاريع المخزن الذي تغدى بجميع النقابات واكل لحمها وهرمش عظامها وحولها الى وكالات للترقية والمناصب والريع النقابي.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،