حي مولاي رشيد بالدار البيضاء.. محمية المجرمين وتجار المخدرات وغياب الأمن

حي مولاي رشيد بالدار البيضاء.. محمية المجرمين وتجار المخدرات وغياب الأمن

- ‎فيفي الواجهة
2397
6

 

مقاطعة مولاي رشيد هي ثاني مقاطعة على صعيد العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء بعد مقاطعة الفداء، من خلال الكثافة السكانية، حيث تأوي ما لا يقل عن 400 ألف نسمة حسب آخر إحصاء لسنة 2010.حي مولاي رشيد أو حي ما وراء الشمس، كما يفضل غالبية سكان الدار البيضاء نعته، يعاني غياب البنية التحتية وتنامي ظاهرة الجريمة و الحمير أمام الأحياء السكنية، حيث كشفت أرقاما عن وجود 7000 رأس من الدواب يجري استغلالها في جر عربات الباعة المتجولين وعربات نقل الأشخاص. وأيضا عن وجود صور صادمة لهذا الحي الذي تعيش فيه الحمير والبغال والأغنام إلى جانب الإنسان، وأيضا عن أطفال يلعبون إلى جانب الكلاب الضالة.

 

تقارير مفجعة

 

 تقارير مفجعة حول الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للساكنة، وهي وضعية حقيقية وواضحة للعيان، فإضافة إلى غياب البنية التحتية، يسجل غياب دور الشباب، وانعدام النظافة، وتراكم الأزبال، وانعدام الأمن، والفقر والبطالة، وهي وصفات أضرت بشكل كبير بالمنطقة. ففي سنة 1980 من القرن الماضي، ومباشرة بعد الإضراب الوطني والذي شهد مواجهة عنيفة بين سكان الدار البيضاء ( كريان الخليفة وابن امسيك) وبين القوات العمومية، وخلفت عدة ضحايا واعتقالات، ارتأت السلطات إلى تفريق المجمعات السكانية القصديرية، وتم نقلهم إلى حي جديد، سمي بحي مولاي رشيد، وتوزعت إلى ست مجموعات سكانية على مساحة قدرت ب 30.7 كيلومترا مربعا، لينضاف فيما بعد إليها حي التشارك والرحمة. في البداية كانت قوات عمومية محملة ببنادق تحيط بهذه المجمعات السكنية وكأنها ملجأ لبشر من كوكب آخر قد حلو على هذه الأرض، ليتم تدريجيا فك الحصار عنها، غير أن حصار القوات العمومية، عوض بحصار آخر غير مباشر، بعدما عمدت عناصر الشرطة إلى اعتماد القبض على أي مواطن يحمل ببطاقته عنوان ” حي مولاي رشيد”.

 

هذه المعاملة ولدت لدى العديد من أبناء حي مولاي رشيد الإحساس ب” الحكرة” والتهميش. وكانت نتائجها غير سليمة، وهو ما نتج عنه جيل جله غاضب ويبحث عن وسيلة لنسيان والتناسي للمعاناة، فكانت المخدرات والجريمة. غير أن هناك من أطر من محامين وقضاة وصحفيين وأساتذة وأطباء ورجال أمن وفنانين، ولدوا وترعرعوا في هذا الحي، وانبثقت تجاربهم الشخصية الناجحة من رحم صعوبة الحياة ومعاناة الفقر والحصار.

 

وحسب بعض شباب الحي، فإن سنوات التهميش خلفت استياء عارما بين السكان، وخلقت بؤر الانحراف والجريمة بالمنقطة، إلى جانب ضعف المساحات الخضراء والحدائق أدى إلى ارتفاع التلوث، خاصة بالمنازل المتاخمة للحي الصناعي، وأدى إلى انتشار الأزبال والروائح الكريهة إلى جانب ارتفاع نسبة الهدر المدرسي. كما حملوا المجلس الحالي ما يواجهه السكان يوميا من مشاكل تعيق توفير معايير السكن اللائق.

 

 

 

التناقض الصارخ.. فيلات مقابل دواوير

 

التناقض البين في مقاطعة مولاي رشيد، تستشهد به وجود فيلات ومجمعات سكنية راقية، وجود أحياء صناعية، يوفر أحدهما 35 ألف منصب شغل، كما ستشهد المنطقة ظهور حي صناعي جديد سيجري إنجازه على مساحة تقدر ب140 هكتارا، إلى جانب مشاريع تنموية من شانها تحسين حياة سكان المنطقة، فيما توجد 3 كليات، الأولى للآداب، والثانية للعلوم وأخرى للفنون الجملية. وعن وجود فضاءات ونوادي غير أنها تفتقر إلى الأطر وتنتظر المسؤولين عن المنطقة إنقاذها من التهميش، وأيضا غياب معايير السكن اللائق، التي يعاني منه عدد كبير من سكان المنطقة وخصوصا الذين رحلوا من دواوير قصديرية من ابن امسيك وسيدي مومن، واصطدموا بمعاناة أخرى بمنازل مبنية بالإسمنت، حيث الروائح الكريهة والأزقة المحفرة وضعف الخدمات الاجتماعية تتفاقم يوما بعد يوم، وأحياء مليئة بالأوحال ومنازل محاذية لأكوام من الأزبال، التي تولد حشرات  يصعب محاربتها  بالمبيدات، خاصة في فصل الصيف.

 

الجريمة.. تحت أنظار رجال الأمن

 

بأنحاء حي مولاي رشيد انتشرت بشكل رهيب جماعات مروجي المخدرات وكذا باعة الخمور بمختلف أصنافه. وقد ساهمت هذه الحالة في ارتفاع نسبة الجريمة بكافة أشكالها .هنا تسجل في شوارع المنطقة اكبر نسب السرقات بالخطف والاعتداء، ضد مواطنين وتهم بالخصوص الهواتف النقالة والحقائب اليدوية والقطع الذهبية وسلب أموال وممتلكات الغير، خصوصا بجانب الأبناك والشبابيك الالكترونية على ربوع المنقطة. كما أن العنف والعنف المضاد بمنطقة حي مولاي رشيد يكتسي معالم وملامح أخرى، غير أن الأساس فيه يعود إلى الصراعات الثنائية بين المجرمين، أو صراع العصابات على فرض سيطرتها في تجارة المخدرات في هذا الحي أو ذاك الزقاق.

 

يقول ( محمد- ر) هنا بأحياء مولاي رشيد وبجميع المحاور الطرقية، يسجل غياب الأمن، هناك عناصر أمنية تعرف جيدا وجوه المجرمين وقطاع الطرق، غير وبعض الأحيان تكون شاهدة على جريمة ما، غير أنها لا تتدخل لبسط الأمن والحد من الجريمة، مؤكدا أن هناك عناصر أمنية تبدو متواطئة في بعض الأحيان في بعض المشاهد. مضيفا أن على المسؤولين التحقيق في بعض الممارسات لهؤلاء العناصر خصوصا بحي مولاي رشيد، الذي يشهد واقعا مؤلما بسبب خوف سكانها من التبليغ بسبب الانتقام.

 

إلى جانب ذلك هناك انتشار المخدرات بكل أصنافها والشيشة في المقاهي. وعن وجود عصابات إجرامية منظمة، جعلت من حي مولاي رشيد ملجأ وملاذا لانطلاق عملياته الإجرامية. مع الإشارة عن وجود شباب وأطفال، الذين عوض أن يكون مكانهم المدرسة، جندوا كمخبرين لبعض رجال الشرطة، وأصبحوا منتشرين عبر الأزقة والدروب لنقل الأخبار عبر هواتفهم المحمولة، ولكن رغم ذلك فانتشار الجريمة والمخدرات في تصاعد كبير خصوصا بين القاصرين، ليطرح السؤال لماذا تم توظيف هؤلاء وما الهدف من توظيف الأطفال وتجنيدهم كمخبرين؟

 

 

 

 

 

 

 

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،