د.تمحري يبحث عن سبيل لفلسفة تربوية بالمغرب

د.تمحري يبحث عن سبيل لفلسفة تربوية بالمغرب

- ‎فيآخر ساعة
290
6

 

عبد الرحيم الضاقية
أصدر حديثا د. عبد الرحيم تمحري كتابا بعنوان (( في سبيل فلسفة للتربية بالمغرب )) تضمن الكتاب مسائلة واقع ووثائق نظام التعليم بالمغرب واقترح رؤية جديدة من أجل إخراج المنظومة التربوية من القول النقدي إلى أفق الحل العملي . وقد قدم له الباحث المغربي في التربية الدكتور أحمد أوزي ، الذي اختار أن يتكون متن مقدمته من أسئلة جوهرية ثلاث :ماذا أعلم ؟ أي نوعية المعرفة المدرًسة ، كيف أعلم ؟ أي منهجية التدريس ، لأي هدف ؟ وهو سؤال الغايات . واختار المؤلف أن يخصص استهلال الكتاب لقراءة طولية كرونولوجية لتطور فلسفة التربية على مدى زمني ومكاني واسع . كما كانت مناسبة لرصد المدارس والاتجاهات الفلسفية المختلفة في الموضوع . أما مقدمة الكتاب فقد رصدت راهن الوضع التعليمي الحالي والأعطاب البنيوية التي ألمت به على عدة مستويات … خلاصته اللاتوافق المعرفي والإنساني وغياب التصور الفلسفي والبيداغوجي . وكان الفصل الأول مناسبة لنقد الواقع التربوي المغربي عبر مرجعيات ابستمولوجية ، وتحديد لمهام الباحث الممارس في الميدان ، وطرح السؤال المحرج ماذا يدرس الأستاذ/ة ؟ وخلص تمحري إلى غرق المدبر التربوي المغربي في أزمة واقع تربوي لا يفهمه ولم تعطاه أدوات التحليل الضرورية . وشكل موضوع نقد المتن المنهاجي مضمون الفصل الثاني الذي انتقل فيه من القيام بقراءة هادفة إلى الفحص والنقد الايجابي من داخل نص الكتاب الأبيض الذي يحتوي على الاختيارات والتوجهات التي من المفترض أن تتحكم في بناء المناهج بشكل علمي . وخلص الباحث إلى أنها اختيارات غير مبررة علميا ، وتوجهات غير محددة بدقة. وخلال الفصل الثالث وضع الكتاب ُأسُس المقترح الفلسفي التربوي من خلال عدة منطلقات تؤطرها الرؤية الإجرائية الاستكشافية المستندة على مبادئ موجهة منها القيم والغاية الاجتماعية وتحديد الأهداف بدقة في علاقة محورية بالتلميذ/ة المستهدف ، ثم تمهين فعل التدريس لكي تتم معالجة معضلة المدرس الذي وجد نفسه صدفة في القسم ؟؟ أما الفصل الأخير فقد خصصه الباحث لعرض مقترح للفلسفة التربوية ، مذكرا بجدوى أن تكون للمدرسة والتربية فلسفة تجيب عن الأسئلة اليومية للممارسة البيداغوجية . وتعتمد الرؤيا المقترحة على ثلاث أبعاد : براجماتية على المستوى الجمعي في المعرفة ونظرية المنهاج والأهداف والمحتويات والطرق والتقويم ، ولاتوجيهية على مستوى العلاقات التربوية لوقف إعادة إنتاج علاقات التسلط في المدرسة بأشكال مغلفة . ثم تفريدية على المستوى الشخصي من خلال ضرورة وأهمية الاهتمام بالفرد/ التلميذ/ة كخصوصية له حاجات كامنة أو معًبر عنها يتوجب على المدرسة امتلاك أجوبة عنها . وقبل النهاية خلص الباحث إلى الآثار الوخيمة لأعطاب المدرسة على المجتمع ، والمظاهر المشينة التي انتشرت في الشارع العام كالإجرام وأطفال الشوارع والنشل واللاأمن والتي تتم معالجتها خطأ بالدوريات الأمنية مع أن جذورها في المدرسة…ويؤكد الكتاب في الأخير على الحاجة الملحة إلى فلسفة تربوية ثابتة القواعد وقابلة للتطبيق بعد التجريب . يُذكر أن عبد الرحيم تمحري أستاذ جامعي لمادة علم النفس بكلية الآداب بتطوان عمل مفتشا تربويا ومنسقا جهويا في عدة أكاديميات للتربية والتكوين ، صدرت له عدة مؤلفات منها مدخل إلى تاريخ الفلسفة (2005) وتقنيات التواصل والتعبير(2007) تاريخ علم النفس(2011) شخصية المدرس المغربي(2012 ) ميادين وتيارات علم النفس (2015) إضافة إلى رواية مارتيل (2012).

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،