قراءة في خبر.. المغرب يرسخ جذوره الإفريقية

قراءة في خبر.. المغرب يرسخ جذوره الإفريقية

- ‎فيرأي
208
6

نجلاء الحيوني

لقيت الزيارة جلالة الملك محمد السادس إلى إفريقيا أصداء واسعة في الصحافة الدولية والإفريقية وحتى الجزائرية حيث أشارت بعض الصحف الجزائرية مثل (الجزائر تايمز) إلى أن زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس للغابون في ختام جولة إفريقية استمرت عدة أيام وشملت أربع دول ، مكنت المغرب من تعزيز موقعه كفاعل أساسي داخل محيطه الإقليمي في إطار التعاون جنوب جنوب.

وقد شملت الجولة الأفريقية زيارة عمل وصداقة للسنغال ثم زيارة رسمية لغينيا بيساو ، فزيارتي عمل وصداقة لكل من الكوت ديفوار والغابون، مما مكن من تقوية الشراكة متعددة الأبعاد التي أرساها المغرب مع هذه الدول و قد كان البعد التضامني كذلك حاضرا وبقوة في مختلف محطات هذه الجولة بما يعكس وفاء المملكة بالتزامها بدعم ومساندة دول القارة.

حيث حرص جلالة الملك على ترسيخ علاقات ثنائية بين المغرب و كثير من الدول الافريقية التي تكتسب طابعا شخصيا في بعض الحالات دون أن ننسى الأبعاد الإنسانية والاقتصادية، وفيما يتعلق بعلاقات المغرب مع الكوت ديفوار فقد نجحت المملكة وهذا البلد في إعطاء النموذج الأفضل في إفريقيا لشراكة ثنائية وصريحة استراتيجية ورابحة لكلا الطرفين. وجاءت الزيارة الملكية لهذه الدولة الصاعدة في غرب إفريقيا لتشكل التجلي الواضح بأن تعزيز التعاون الثنائي والتحالف والانسجام وتوحيد الجهود ممكن في إفريقيا وأن هناك سبيلا أكيدا لبلوغ التنمية المنشودة بعيدا عن المساعدات الممنوحة من طرف الدول الغربية لدول الجنوب.

وجاءت الغابون التي حل بها الملك محمد السادس في إطار زيارة عمل وصداقه لتشكل محطة بارزة في مسلسل تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين بلدين إفريقيين يؤمنان بفعالية التعاون جنوب جنوب حيث شكلت هذه الزيارة فرصة لإعطاء زخم جديد لعلاقات التعاون والتآزر والتضامن الفعال التي ما فتئت تجمع البلدين الشقيقين.

و في هذا الصدد قالت رشيدة ذاتي، وزيرة العدل الفرنسية سابقا إن المغرب بالإضافة إلى الاستقرار الاقتصادي الذي ينعم به، يشكل نموذجا لاستقرار دبلوماسي وسياسي في قارة تعيش تحت رحمة النزاعات. وكتبت رشيدة ذاتي، في مقال نشرته جريدة ” لوفيغارو” اليوم الأربعاء إن ” حالة الفوضى التي تعيشها مصر وليبيا وبطء مسلسل التطور في تونس تؤكد على تفرد الاستقرار الذي ينعم به المغرب “، مذكرة بأن جلالة الملك محمد السادس “مكن من تنظيم انتخابات تشريعية نزيهة في 2011، عقب الإصلاح التاريخي والشجاع للدستور ، والذي جاء في سياق الربيع العربي الذي شهدته المنطقة “. وبعدما أبرزت أن النموذج الديني المغربي يضطلع بدور أساسي في تحقيق التوازن داخل المجتمع المغربي، أشارت الوزيرة السابقة إلى أن المملكة التي تعد نموذجا بالنسبة لبلدان إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء، تؤكد بقوة التقاليد والإسلام لا يتعارضان مع الحداثة والتنمية والديمقراطية . وبخصوص الجولة الأخيرة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لعدد من البلدان الإفريقية، أكدت السيدة داتي أن هذه الزيارة شكلت فرصة جديدة لتكريس نفوذ المغرب في البلدان الإفريقية. وقالت إن ” الاستقبال الذي خصص لجلالة الملك يؤكد بالملموس على قدرة المملكة في أن تكون شريكا قويا لفهم ومواجهة التحديات المطروحة أمام أوروبا، والساحل وباقي بلدان إفريقيا “. وبالنسبة، لوزيرة العدل الفرنسية سابقا “يتعين على أوروبا دعم المغرب ودعم إرادته في أن يكون همزة وصل بينها وبين إفريقيا. وخلصت إلى أن ” مستقبلنا سيكون حتما مشتركا، وسيكون نحو الأفضل إذا أردنا ذلك”.

من المؤكد أن هذه الجولة الإفريقية كانت تحمل كثيرا من الرسائل لمن أراد أن يفهم بأن المملكة المغربية تعمل بصمت بعيدا عن البهرجة الإعلامية لترسيخ جذورها الإفريقية

نجلاء الحيوني ( صحفية متدربة )

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،