اليوم العالمي للمسرح : احتفاء بالتجربة النقدية لعبد الواحد بن ياسر بمراكش

اليوم العالمي للمسرح : احتفاء بالتجربة النقدية لعبد الواحد بن ياسر بمراكش

- ‎فيآخر ساعة
1200
6

4

عبد الرحيم الضاقية

بمبادرة من النقابة المغربية لمحترفي المسرح فرع مراكش والمديرية الجهوية للثقافة واحتفاء باليوم العالمي للمسرح تم تنظيم نشاط ثقافي احتفالي بقاعة العروض بالمندوبية الجهوية للثقافة يوم 30 مارس 2014 وقد توزعت فعالياته الى جلسة علمية تمت فيها مقاربة نقدية لإسهامات د. عبد الواحد بن ياسر ، وفقرات اعتراف شملت شهادات في حق المحتفى به من طرف مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية بالمدينة التي أجمعت على تمنياتها بالتعافي للمحتفى به بعد الوعكة الصحية التي ألمت به أخيرا وألزمته البيت .

استهلت الجلسة بمداخلة للد . محمد زهير الذي قدم قراءة في كتابي ابن ياسر حياة التراجيديا والمأساة والرؤيا المأساوية في المسرح العربي . وقد أكد زهير على غنى الرؤية النقدية في المؤلفين عبر خلفية تاريخية وفلسفية تتبعت مسارات المسرح العالمي منذ جذوره الإغريقية ونكوصاته في العهد الروماني والوسيط ثم توهجه في اللحظة الشيكسبيرية والنهضوية الأوربية مع راسين ورواد آخرين . وقد عمل الباحث في الكتابين على استقطاب مسارات التراجيديا في لحظاتها التاريخية تم استكنه دلالاتها العميقة  وطرائقها الفنية .وعلى مستوى الرؤية المأساوية في المسرح العربي فإن الباحث موضع المنجز المسرحي العربي في سياقه التاريخي والإبستيمي وحلل الحضور / الغياب الذي عرفه هذا اللون . وهو في بحثه هذا كان يبحث عن قيم رؤيوية في إطار خيار منهجي صارم تنيره الأسئلة الفلسفية والرغبة النقدية المتوهجة بواسطة لغة مهووسة و قاسية. وخلص زهير إلى أن التراجيديا لايمكن ا، تجتذب اليها إلا كاتب وناقد تسكنه المأساة .  أما د. حسن المودن فقد قارب كتاب ” حياة التراجيديا ” ممفصلا مداخلته عبر إشكاليات مركزية ثلاث: هل الكتاب بيوغرافيا ؟ هل هو محكي بيوغرافي ؟ ما نصيب الاوتوبيوغرافيا فيه ؟ وقد وظف د. حسن منهج التحليل النفسي الذي يعشق  من خلال السفر في حياة الكتاب عبر جينيالوجيا المحكي والمحكى عنه ، مستدعيا الأساسات الدينية والايديولوجية والفنية للمسرح . ثم انتقل إلى محكي الأطروحة التي يؤسس لها المحتفى به عبر التحقيق والنقد والتنظير الذي يضع نصوصا مسرحية عل على محك المجهر التحليل – نفسي عبر استضار فرويد ولاكان من جهة وهاملت وأنتيكون من جهة أخرى . وخلص الى أن المحكي الاوتوبيوغرافي حاضر في الكتاب عبر قراءة متعمقة للإنسان الذي هو الأنا وألأنت .      

1                                                       

                واختار د . عادل عبد اللطيف الدخول عبر هوامش منفعلة بكتاب د ابن ياسر ” عشق المسرح” عبر عتبات أربع : التسمية – البرج – الإنارة – القيم . وفي التسمية إعلان للعشق بدون مواربة من خلال مدخل الوجدان والمحبة لهذا المحتفى به ( المسرح).ثم في البرج مرارة وحزن على المسرح وأهله بإحالة الى ستراوش ،وتأكيد حالة البداوة والأزمة التي يعيشها أب الفنون . وفي الإنارة مسار استقصائي لتجارب  مسرحية رائدة ( أرطو – بريخت …) وانعطافة على تحقيب المسرح العربي عبر مراحل ( الدعاية – التوجيه – النقد الفني ) . واختار ابن ياسر أن يجترح مفهوم التحليل العرضي لمقاربة انتروبولوجية واقعية للمنجزالمسرحي المغربي . أما القيم فتبدت من عمليات استلهام لتجارب رائدة وعرض للعوائق وتصحيح للصور النمطية عن المسرح العالمي من خلال اللغة او الحس العام.     

      واختتم الجلسة العلمية د . محمد أيت العميم من خلال قراءة فارزة لمؤلف ” المأساة والرؤية المأساوية ” حيث وضع على مائدة النقاش أولا الغنى والتنوع الذي يتميز به الكاتب من خلال قراءات وإحالات متنوعة وغنية بمدارس شتى ، إضافة إلى حس نقدي عميق . ووقف أيت لعميم على قدرة الكتاب على سد فراغات كبرى في المسرح العربي وناقش الفهم السائد في الثقافة العربية الإسلامية عن المأساة . ونبه إلى عدم الركون إلى الأفكار الجاهزة المتسرعة وضرورة تصحيح المفاهيم والرؤى من خلال نقاش رصين من داخل المرجعيات الكونية و العربية الإسلامية للثقافة والفن .

ثم انطلق الشق الاحتفالي من الأمسية عبر شهادات مؤثرة في حق الأستاذ والفنان والصديق والإنسان عبد الواحد  من الفنانين والدكاترة والأساتذة : يوسف أيت منصور ود مصطفى العريصة ود. محمد العمري ود.عبد القادر حمدي و د أحمد طوالة و ذة نزهة حيكون التي أنجزت كذلك شريطا تركيبيا عن أهم محطات حياة المحتفى به . كما تقدم الى المنصة طلبة د عبد الواحد في سلك الدكتوراه في لحظة اعتراف طلابية رمزية دالة ونيابة عن الأجيال التي تكونت على يديه . 

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،