وجهة نظر . الرأي و لا رأي آخر: السباحة ضد التيار

وجهة نظر . الرأي و لا رأي آخر: السباحة ضد التيار

- ‎فيرأي
1045
6

 

محمد عبد الله

 

لا تتوقف المؤشرات والدلائل الدامغة عن كون شعار (الرأي و الرأي الآخر)  الذي ترفعه قناة الجزيرة الفضائية ،إنما هو ذر للرماد في العيون و شجرة تخفي من ورائها غابة من الأوهام والوقائع المزيفة، التي أصبحت لعبة مفضلة للقناة، تسوق من خلاله أجندة الخارجية القطرية، و القائمة على تعميق هوة الخلافات العربية العربية وتوسيع شقتها، كلما لاحت بوادر الوفاق والإنفراج.

 وإذا كان المجال لا يتسع لسرد العديد من الأمثلة الدامغة على أكذوبة الحياد في التعاطي مع الوقائع السياسية و ضيق صدر الجزيرة، ومن ورائها القادة القطريون لتقبل الرأي المعارض، فيكفينا أن نورد مثلا عن برنامج كان يقدمه على شاشة تلك الفضائية السياسي و الإعلامي الكبير محمد حسنين هيكل.

فقد كان هذا الأخير يقدم برنامج ” مع هيكل ” في شكل محاضرة أو عرض أكاديمي يسرد لأحداث ووقائع من صميم التاريخ السياسي العربي   المعاصر، مستدلا في طروحاته بوثائق من خزانته الخاصة أو من كتب و مراجع أخرى . و لم تخل حكاياته عن الزمن العربي من لمزات و انتقادات شملت عددا من الأقطار العربية وأنظمتها، و رغم احتجاجات البلدان المعنية فإن الجزيرة كانت تصم آذانها على تلك الإنتقادات، وتواصل بث حلقات البرنامج، و لكن  حينما بدأ الكاتب الصحفي المصري الكبير يقترب من الخط الممنوع و المنطقة الخطرة، أي الإمارة القطرية، تدخلت إدارة الجزيرة ومن ورائها ،لوقف التعامل مع حسنين هيكل .

وكان هذا الأخير قد انتقد بشدة مسار الثورات العربية في سياق الربيع العربي المصطنع، و اضطر أحد المذيعين إلى وقف تدخل هيكل حينما كان ينتقد التعاطي مع المشكل السوري.

 بل الأدهى من ذلك لجأ المذيع أحمد منصور، الإخواني المصري المزروع في القناة، إلى شن هجوم حاد على الكاتب محمد حسنين هيكل، واصفا إياه بالملحد والعميل. وقال في حسابه الخاص على موقع ” تويتر”  ” إن هيكل المرشد الأعلى للإنقلاب يفخر بأنه ملحد وأوصى بحرق جسده بعد موته لكنه تراجع بعد ضغوط من حوله يركز هجومه على الإخوان من منطلق كراهيته للإسلام”. ورجع منصور  إلى التاريخ البعيد ليروي أن “علاقة هيكل مع جهاز السى آى إيه بدأت خلال تغطيته للحرب الكورية مرافقا للقوات الأمريكية عام 1950 وبقى أحد أهم رجالهم فى مصر والمنطقة إلى اليوم، ومنذ مهمته الأولى لصالح سى آى إيه فى إيران عام 1951 وكتابه الأول إيران فوق بركان وحتى الآن كل ما يقوم به هيكل لصالح أمريكا وضد مصر والمنطقة”.

 ولعل  أحمد منصورنسي أن يضيف إلى تغريدته  معلومة هامة، و هي أن كل ما تقوم به الجزيرة  هو لصالح ساسة الدوحة ومن ورائهم أمريكا و إسرائيل و إيران وحزب الله واللائحة طويلة في شعار ” الرأي والرأي الآخر”.

 

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،