مسرحية “ضيف الغفلة” تدشن انطلاق عروض تجربة التوطين المسرحي بالمغرب

مسرحية “ضيف الغفلة” تدشن انطلاق عروض تجربة التوطين المسرحي بالمغرب

- ‎فيفن و ثقافة
262
6

 

مسرح تانسيفت يحتفل بمنجزه المسرحي العاشر

قدمت فرقة مسرح تانسيفت العرض الأول لمسرحيتها الجديدة “ضيف الغفلة” على خشبة مسرح دار الثقافة بالداوديات بمراكش يوم الأربعاء الماضي 25 مارس، بحضور جمهور غفير غصت به جنبات وطابقا القاعة، وبحضور وفد عن لجنة الدعم ونخبة من المسرحيين المراكشيين وكذا المسرحيين الوافدين على مراكش الذين أبوا إلا أن يشاركوا مسرح تانسيفت احتفالية العرض الأول، خصوصا وأن هذا العرض يدشن انطلاق سلسلة العروض المسرحية الوطنية المدعمة في نطاق برنامج دعم “مشاريع توطين الفرق المسرحية بالفضاءات المسرحية”..

و”ضيف الغفلة” مسرحية كوميدية باللغة الدارجة المغربية مستندة على فكرة لموليير في مسرحيته الشهيرة “طرطوف”. تأليف الكاتب والمدير الفني للفرقة حسن هموش، وإخراج الفنان مسعود بوحسين، ويشارك في التشخيص الممثلتان فضيلة بنموسى ومريم الزعيمي، والممثلان عادل أبا تراب وسعيد أيت باجا. السينوغرافيا من توقيع الفنان نور الدين غنجو، والملابس من تصميم الفنانة سناء شدال، والموسيقى من ألحان الفنان محمد الدرهم، المحافظة لرشيد جباد، وإدارة الإنتاج والعلاقات العامة يدبرها الفنان محمد الورادي..

هذه المسرحية الجديدة تحكي عن حالة أسرة مكونة من ثلاث إخوة، (صالح السعدية والباتول)، الأسرة تعيش في هدوء وسكينة، وضعها المادي مريح، العلاقة بين أفرادها طيبة ومنسجمة.. غير أن أريحية أخ المرأتين (صالح) تقوده إلى استضافة وافد جديد على المدينة (عبد المالك) الذي سيصبح فيما بعد من أفرد الأسرة.. إلا أنه، وبحكم طبيعته كرجل متدين ومتعصب، يحاول أن يغير نمط عيش هذه الأسرة الطيبة مستقطبا صالح الذي بدا معجبا به وبخطابه وببلاغته.. ثم تتطور الأمور ليحاول الوافد الجديد، وبشكل احتيالي، تملك البنت الصغرى والسيطرة على ممتلكات الأسرة.. من ثم تقوم القيامة ولا تهدأ دينامية المسرحية إلا بانكشاف المحتال وألاعيبه..

وعلى هامش هذا العرض الناجح، وزعت الفرقة كراسا جميلا يختزل في طياته مسار الفرقة منذ تأسيسها سنة 1997، كما يوجه فيه القيمون على الفرقة، بمناسبة إنجاز العرض العاشر لمسرح تانسيفت، رسالة تحية وعرفان لكل الفنانين الذي شاركوا في أعمالها وتوهجها.

واعتبر الفنانان حسن هموش ومحمد الورادي، المشرفان على الإدارة الفنية والإدارية للفرقة، أن مسرح تانسيفت منذ انطلاقته الأولى اعتمد في بناء مشروعه المسرحي، على العمل الجماعي وفق ظروف ومتطلبات كل مشروع، فالخيط الرفيع الذي يربط كل أعمال الفرقة هو البحث في العلاقات والمواقف الآنية المرتبطة بتراكيب النص الدرامي بدءا بالقصة والأحداث مرورا بالشخصيات والمواقف.

وأضافا في ورقة ضمن مواد كراس العرض، أن اختيار الفرقة الاشتغال على تيمة الأسرة، هو اختيار في الأسلوب والمنهجية إلى جانب الاختيارات الفنية والجمالية، التي تجعل من قضية الأسرة، قضية مجتمعية مفتوحة على كل القراءات المتعددة والتأويلات المحتملة…

ومن ثمة فمشروع هذا الموسم، “ضيف الغفلة”، هو امتداد للمشروع الشمولي الذي تبنته الفرقة، والذي يزاوج مابين ثنائية الخطاب والفرجة كإحدى مقومات العرض المسرحي…

ومعلوم أنه خلال هذه السنة، تكون فرقة مسرح تانسيفت، قد أنجزت خلال مسارها الفني عشرة عروض مسرحية، تميزت بالوفاء والانتصار للمهنية والجدية في التعامل مع المنجز المسرحي كلبنة من بين اللبنات الأساسية التي تساهم في الرقي بالمشهد المسرحي المغربي، وقد تزامن مشروعها العاشر المتمثل في مسرحية “ضيف الغفلة” مع سياسة دعم التوطين المسرحي كأفق استراتيجي من شأنه أن يقوي المؤسسة المسرحية (الفرقة) ويجعلها قادرة أكثر فأكثر على تنفيذ برامجها وتحقيق أهدافها، بل ويمنحها الفرصة للانفتاح على طاقات إبداعية، تنخرط أساسا في مسار البرامج الإبداعية والتثقيفية التي ترسمها الفرقة خلال موسمها المسرحي، دون أن نغفل ديناميكية التشغيل التي تعد إحدى مقومات التوطين من خلال الاعتماد على كفاءات متنوعة، يؤسس من خلالها وعبرها البرنامج العام الذي تستهدف المواطن المغربي بكل شرائحه الاجتماعية والثقافية، والانخراط في تناغم وتجاذب إيجابي مع المحيط السوسيوثقافي.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،