الحكاية 30 من حكايات أبي زيد الهلالي: مقتل أبي زيد الهلالي

الحكاية 30 من حكايات أبي زيد الهلالي: مقتل أبي زيد الهلالي

- ‎فيفن و ثقافة
672
6

 

د محمد فخرالدين

أما ما كان من أمر أبي زيد فقد رأى أن يصلح بينهما في الحال وعلى سبيل الاستعجال ..
إلا إن الخصمان أصرا على الخصام و القتال ، وبرز حسن بن سرحان لقتال ذياب بن غانم و بدأ العراك بينهما و نشأ الخلاف الذي يؤدي إلى الإتلاف …
و أخيرا تمكن أبو زيد من إصلاح ذات البين بين حسن و ذياب، لكن البغضاء بقيت كامنة في قلبيهما،فكان أن استقدم حسن بن سرحان غريمه ذياب لوليمة ، و عندما حضر أمر رجاله أن يقوموا بتقييده ، و سجنه عنده ..
و لما سمع أبو زيد و هو في الأندلس ،بما وقع أسرع إلى القيروان، و بينما هما في الديوان و حسن يخبره بما وقع مع ذياب، وصله خطاب من عند زوجته عليا ..
فلما قرأ ما فيه و ما تتعرض له عليا من تحرش الخطاب ، قرر الذهاب إلى نجد في الحال، و طلب من أبناء أخته مرافقته فقبل بذلك يونس وعزيز..
تم إنهم ودعوا أهلهم و ساروا و جدوا في قطع الصحاري و الآكام في اتجاه نجد حيث عليا ..
و في اليوم الحادي و التسعين أصبحوا في ارض خالية من الماء فحرقهم الظمأ و شدة الحر في ذلك البر ،فقصدا بئرا فلما أنزلا الدلو انقطع الحبل، فأراد يونس أن ينزل إلى البئر من أجل استرجاع الدلو، فمنعه أبو زيد إلا أنه أصر على النزول ، فلما نزل إلى البئر لذغه ثعبان فقتله في الحال، فحزن عليه أبو زيد حزنا شديدا و دفنه في مكانه في الصحراء، و ذبح على قبره ناقة، ثم مضوا نحو نجد فشاهدوا الزينات تعم البلد و الأغاني ترج الأرض، فعلما انه يعد أمر زواج نوفل من علياء ،ووجد أبو زيد عجوزا ساعدته على الاجتماع بعلياء ،و أخذت معها عزيز و كان من الجمال بمكان واستبدلت لباس عليا بلباسه، و تنكر في صورتها وجلس مكانها ، ثم مضت العجوز بعليا للقاء أبي زيد..
أما ما كان من أمر عزيز فإنه جلس مكان العروس ، و ظل في هذا الحال و هو يخدع الأمير نوفل و يعذبه ، إلى اليوم الرابع اشتكى نوفل من كون العروس تربطه بالحبال و تسقيه النكال ، فأشار عيه رجل ليكتشف الآمر و إن كان أنثى أم ذكر، أن يرشه بشيش الدم و لما يتأكد يضربه بشيش السم..
و هذا ما حدث ووقع وركب عزيز و عليا و أبا زيد و ساروا في الطريق و غادروا البلد ،لكن عزيز مات في الطريق بسبب السم فدفنه و ذبح ناقة على قبره …
أما ما كان من ذياب فقد كان في السجن و كتب إلى أبي زيد ليشفع له عند حسن و تظاهر بالمرض و الاحتضار، و استغل وجوده عند آخته في الحريم فتسلل ودخل على حسن بن سرحان و ذبحه من الوريد إلى الوريد ،و سار يجد السير في ظلام الليل حتى وصل إلى قومه وعشيرته ..
و رحلوا في الوقت و الحال خوفا من بني هلال ،أما بنو هلال و أبو زيد فقد صاروا في حزن مدة ثلاثة أيام و طلبوا ثأره بعد أن دفنوه من ذياب بن غانم ،فقال أبو زيد:
ـ لا بد من ذلك يصلب ذياب على رؤوس الأشهاد و يقضي على آل غانم ..
و استعدوا للرحيل في اثر آل غانم و ساروا في الحال على سبيل الاستعجال ..
و تذكر أبو زيد أرض نجد و عزها و تذكر الصبا و الأهوال التي لاقاها هو و رفاقه في الطريق إلى الغرب ، و ذكر كل من افتقد من الأحباب و الأصحاب ،فصار يبكي عليهم و ينوح من فؤاد مجروح،ثم خطر بباله أن يراسل ذياب و يسترضيه للرجوع، وأرسل له عشرة أمراء لمزيد من التوثيق و التأكيد ..
و عاد ذياب إلى الديار ،فاغتاظ من كون أبي زيد اخذ مكانه على عرش تونس واستغل الغياب ،فغدر بابي زيد في رحلة صيد ، ثم اشتد بعد ذلك على بني هلال و صار يقتل كل من يعانده و يعارضه بالضلال ، و تسلطن على كل بلاد الغرب و صال..
أما قوم أبي زيد و يتامى حسن بن سرحان ، فلم يصبروا على مقتل أبي زيد، و قرروا الانتقام من قاتله ، و أرخت الجازية شعورها و نتفت خدودها و شقت الجيوب و مزقت الثياب ، وهجمت على ذياب فقتلها..
ثم إن بني هلال و يتامى سرحان لما شهدوا مقتل الجازية، اجتمعوا على ذياب و قتلوه في الجواب ، و علقوا رأسه على الأبواب …

انتهت حكايات من السيرة الهلالية
بتاريخ 25 رمضان الموافق 12 يوليوز
2015

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،